تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف خلال شهر أكتوبر، النشاط الإرهابي في منطقة شرق إفريقيا، وما أسفرت عنه جهود مكافحة الإرهاب في دول المنطقة، حيث بلغ عدد العمليات الإرهابية التي شنتها تلك التنظيمات 9 عمليات إرهابية، والتي أدت إلى سقوط 59 ضحية، و6 جرحى.
بهذا يكون مؤشر الإرهاب في المنطقة قد تصاعد بشكل ملحوظ مقارنة بالشهر السابق (سبتمبر) بنسبة 44.4%، والذي أدى بدوره إلى ارتفاع عدد الضحايا بنسبة 69.5%، ما يمثل قفزة نوعية في مستوى العنف نتيجة أنشطة حركة "الشباب" في الصومال، وفروع التنظيمات الموالية لـ "داعش" في شمال موزمبيق.
التمركز الجغرافي للعمليات الإرهابية
ووفقًا للمؤشر، تظل الصومال مركز الثقل الرئيسي للعمليات الإرهابية في شرق إفريقيا، نظرًا لتمركز حركة "الشباب" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" داخل أراضيها. وقد نفذت الحركة 6 عمليات إرهابية خلال أكتوبر، أسفرت عن مقتل 26 مدنيًا وإصابة 6 آخرين.
كما شهدت موزمبيق حضورًا لافتًا في المشهد العملياتي، حيث تعرضت لـ 3 عمليات إرهابية، خلّفت 33 قتيلًا، دون وقوع إصابات، في دلالة واضحة على استمرار نشاط جماعتي "الشباب الموزمبيقية" و"ولاية موزمبيق" التابعة لتنظيم "داعش" في إقليم "كابو ديلغادو".
في المقابل، حافظت كل من إثيوبيا وكينيا على سجلهما خاليًا من أي نشاط إرهابي خلال الشهر، ويعزى ذلك إلى تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود، مما ساهم في إحباط محاولات تسلل العناصر المتطرفة ومنع وقوع هجمات داخل أراضيهما.
جهود مكافحة الإرهاب واستراتيجيات المواجهة
فيما يتعلق بجهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في منطقة شرق إفريقيا، فقد بلغ عدد العمليات العسكرية على مدار الشهر 9 عمليات ناجحة، وهي نفس وتيرة الشهر السابق (سبتمبر)، ما يدل على استمرار الزخم العملياتي ضد التنظيمات الإرهابية.
وأسفرت تلك العمليات عن مقتل 68 عنصرًا إرهابيًا واعتقال 16 آخرين؛ حيث تمكن الجيش الصومالي من تصفية 57 آخرين في إطار استراتيجية حكومية مستمرة تستهدف تفكيك بنية حركة "الشباب" الإرهابية وتقليص قدرتها على شن هجمات جديدة. بينما نجح جيش موزمبيق من تصفية 11 آخرين.
وتظهر الأرقام المسجلة تراجعًا واضحًا في عدد القتلى الإرهابيين من 145 (سبتمبر) إلى 68 (أكتوبر) رغم ثبات عدد العمليات، ما قد يفهم على أنه تحول في استراتيجية القوات الأمنية نحو عمليات أكثر دقة بدلًا من المواجهات الشاملة، وتشتت أماكن تجمع المسلحين بعد الضربات العسكرية الأخيرة.
توصيات واستراتيجيات مستقبلية
وبمتابعة المستجدات الأمنية خلال شهر أكتوبر، يشير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إلى أن الصومال تبرز كـ "نقطة محورية" في مشهد الإرهاب بشرق القارة، إذ تمثل نحو ثلثي الهجمات المسجلة في المنطقة. كما أن الارتفاع الملحوظ في أعداد القتلى في موزمبيق يعيد تسليط الضوء على ضعف التنسيق الإقليمي والدولي في دعم عمليات الاستقرار هناك، رغم حضور قوات من رواندا وسادك.
ويجدد المرصد تأكيده على ضرورة تعزيز آليات تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الصومال وموزمبيق وكينيا، والتركيز على الضربات الوقائية النوعية ضد قادة التنظيمات الإرهابية، ودمج المقاربات الأمنية ببرامج التنمية المحلية ومشروعات إعادة التأهيل لمواجهة الجذور الاجتماعية والاقتصادية للتطرف.













0 تعليق