تعيش المقاصد السياحية المصرية حالة انتعاش غير مسبوقة فى معدلات الإشغال الفندقى، مدفوعة بالزخم العالمى المصاحب للافتتاح التاريخى للمتحف المصرى الكبير، الذى يُعد أيقونة ثقافية وسياحية جديدة تعيد رسم خريطة الجذب العالمى نحو القاهرة.
يأتى هذا الحدث فى وقتٍ تتزايد فيه معدلات تدفق الوفود الدولية والإقليمية إلى مصر، مما يبشر بموسم سياحى ذهبى يعكس ثقة العالم فى الوجهة المصرية، ويعزز مكانتها كمتحف مفتوح للحضارة.
وتؤكد المؤشرات أن هذا الحدث التاريخى لم يُنعش فقط حركة السياحة، بل أعاد تعريف مفهوم السياحة الثقافية فى مصر بروح عصرية تمزج بين الأصالة والتطور.
وأكد الخبير السياحى هيثم نصار أن مؤشرات الأداء الفندقى فى القاهرة تعكس حالة انتعاش قوية، حيث ارتفعت معدلات الإشغال بنسبة ٢.٨٪ على أساس سنوى بنهاية يونيو الماضى، فيما قفز متوسط السعر اليومى للغرف إلى نحو ١٨٠ دولارًا، بزيادة قدرها ١٤.٩٪.
وأوضح «نصار» أن نسب الإشغال الحالية تجاوزت ٧٠٪ بالفعل، مع توقعات بارتفاعها إلى أكثر من ٩٥٪ خلال الفترة المقبلة، مدفوعة بالزخم العالمى المحيط بافتتاح المتحف المصرى الكبير الذى يعيد توجيه أنظار العالم نحو القاهرة كأحد أبرز المقاصد الثقافية والسياحية.
وأشار إلى أن السوق الفندقية فى القاهرة تشهد توسعًا متواصلًا، بعد إضافة نحو ٨٦٠ غرفة جديدة مع افتتاح فنادق حديثة، ليرتفع إجمالى السعة الاستيعابية إلى قرابة ٢٨.٤ ألف غرفة، وسط توقعات بدخول نحو ٩٧٠ غرفة إضافية قبل نهاية العام.
وأكد أن هذا النمو يتواكب مع زيادة حركة السياحة الوافدة إلى مصر بنسبة ٢٤٪ فى النصف الأول من العام لتسجل ٨.٧ مليون سائح، ما يعكس استمرار تعافى القطاع وتزايد الطلب من الأسواق الأوروبية والإقليمية.
فيما أكد عاطف عجلان، عضو غرفة شركات السياحة، أن نسب الإشغالات الفندقية الحالية ممتازة وتعكس الزخم السياحى الكبير الذى تشهده مصر مؤخرًا، مشيرًا إلى أن هذا النشاط سيمنح دفعة قوية لقطاعى الفنادق والمطاعم، ويعزز من مكانة مصر كوجهة أولى للسياحة الثقافية خلال موسم الشتاء.
وأوضح أن التغطية الإعلامية العالمية الواسعة لافتتاح المتحف المصرى الكبير تمثل حملة ترويجية مجانية لمصر لا تُقدّر بثمن، وتبرز ما تشهده من أمن واستقرار ونهضة سياحية متكاملة.
وأضاف «عجلان» أن افتتاح المتحف المصرى الكبير يمثل نقطة تحول تاريخية لقطاع السياحة، حيث تشهد فنادق القاهرة والجيزة معدلات إشغال غير مسبوقة، مع تزايد الطلب من منظمى الرحلات الدوليين خلال شهر نوفمبر الجارى.
وأشار إلى أن معظم فنادق غرب القاهرة أصبحت كاملة العدد بالتزامن مع الحدث العالمى، ما يعكس الثقة المتجددة فى المقصد المصرى، خاصة مع الأهمية الرمزية للمتحف الذى يضم المجموعة الكاملة لآثار الملك توت عنخ آمون لأول مرة فى مكان واحد.
كما دعا إلى استثمار هذا النجاح بإطلاق حملات تسويقية رقمية عالمية تُبرز مشاهد الافتتاح والمتحف الجديد، لضمان استمرار الزخم السياحى خلال الأشهر المقبلة.
وفى جنوب سيناء، تتألق مدينة شرم الشيخ فى صدارة المقاصد السياحية الشتوية، حيث تشهد إقبالًا لافتًا منذ بداية الموسم، مع وصول نسب الإشغال السياحى إلى نحو ٩٤٪، وسط توقعات بتخطيها حاجز الـ١٠٠٪ مع اقتراب احتفالات أعياد الكريسماس ورأس السنة.
وأكد اللواء خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، أن المحافظة تشهد طفرة حقيقية فى الحركة السياحية بفضل ما تتمتع به من مقومات طبيعية فريدة تجمع بين الشواطئ الخلابة والجبال الساحرة، إلى جانب ما تنعم به من أمن واستقرار جعلاها وجهة مفضلة للسائحين من مختلف دول العالم.











0 تعليق