أعطى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إشارة بدء التشغيل التجريبي للخط الأول من مشروع القطار الكهربائي السريع الذي يربط بين العين السخنة والعلمين ومرسى مطروح، وذلك في مرحلته الأولى الواقعة في نطاق مدينة أكتوبر، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من التحول في منظومة النقل الذكي بمصر.
القطار الكهربائي السريع “السخنة – العلمين – مطروح”
وجاء ذلك بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، خلال جولة تفقدية شملت عددًا من وسائل النقل الحديثة المعروضة ضمن فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي للنقل الذكي والبنية التحتية TransMEA 2025.
تفقد القطار “فيلارو” والانطلاق نحو التشغيل التجريبي
وخلال الفعالية، تفقد رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل القطار فيلارو، النموذج الأحدث من القطارات فائقة السرعة التي سيتم تشغيلها ضمن شبكة القطار الكهربائي السريع.
القطار الكهربائي السريع
كما تابع الدكتور مصطفى مدبولي، من خلال بث مباشر، حركة القطار الكهربائي الإقليمي "ديزيرو" أثناء سيره على مسار الخط الأول من الشبكة في منطقة حدائق أكتوبر، مرورًا بكوبرى المياه وكوبرى الفيوم، ووصولًا إلى الكيلو 143، إيذانًا ببدء مرحلة التشغيل التجريبي لأحد أضخم مشروعات النقل في تاريخ مصر الحديث.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن بدء التشغيل التجريبي يمثل خطوة تاريخية على طريق تطوير منظومة النقل الحديثة، مشيرًا إلى أن هذا المشروع العملاق يعكس رؤية الدولة المصرية في بناء شبكة نقل متكاملة ومستدامة تربط جميع مناطق الجمهورية وفق أحدث المعايير العالمية.
الوزير: ملحمة وطنية بأيادٍ مصرية
من جانبه، صرّح الفريق مهندس كامل الوزير بأن مشروع القطار الكهربائي السريع يُعد ملحمة تنموية عظيمة تنفذها الدولة المصرية بسواعد أبنائها من المهندسين والعمال، مؤكدًا أن ما يتحقق على أرض مصر من مشروعات نقل ومواصلات يمثل نموذجًا يحتذى به عالميًا في سرعة الإنجاز وجودة التنفيذ.
وأوضح الوزير أن شبكة القطار الكهربائي السريع ستغطي مختلف أنحاء الجمهورية، لتشكل شرايين تنمية جديدة تخدم المناطق العمرانية والصناعية والسياحية والزراعية على حد سواء.
يُعد مشروع القطار الكهربائي السريع أحد أبرز وأضخم المشروعات القومية التي تنفذها الدولة المصرية في قطاع النقل الحديث، ويأتي في إطار تنفيذ رؤية مصر 2030 التي تهدف إلى بناء منظومة نقل ذكية ومستدامة تدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتواكب التطور العالمي في البنية التحتية.
وتُنفذ المشروع وزارة النقل من خلال الهيئة القومية للأنفاق وبالتعاون مع تحالف عالمي تقوده شركة سيمنز موبيليتي الألمانية، إلى جانب شركتي أوراسكوم للإنشاءات والمقاولون العرب، حيث يشمل تنفيذ شبكة متكاملة من القطارات الكهربائية السريعة بطول يتجاوز 2000 كيلومتر، تربط بين مختلف مناطق الجمهورية من الساحل الشمالي إلى أقصى جنوب الصعيد، ومن البحر الأحمر إلى البحر المتوسط.
وتضم الشبكة أربعة خطوط رئيسية، يأتي في مقدمتها الخط الأول (العين السخنة – العلمين – مرسى مطروح) بطول 675 كم، والذي يُعد محور الربط بين المدن الساحلية والسياحية الجديدة، مرورًا بالعاصمة الإدارية والقاهرة الكبرى.
أما الخط الثاني فيمتد من 6 أكتوبر إلى أسوان وأبو سمبل بطول يقارب 1100 كم، ليكون شريان التنمية الرئيسي في صعيد مصر. كما يجري العمل على الخطين الثالث والرابع لربط مناطق البحر الأحمر والدلتا بالموانئ والمناطق اللوجستية.
ويُنفذ المشروع وفق أعلى المعايير العالمية للجودة والأمان، ويهدف إلى توفير وسيلة نقل حضارية وآمنة وسريعة وصديقة للبيئة، قادرة على اختصار زمن الرحلات بين المحافظات بنسبة تصل إلى 50%، مع تحقيق أعلى معدلات السلامة والانسيابية في الحركة المرورية.
كما يسهم المشروع في تعزيز التنمية الشاملة عبر ربط المدن الجديدة بالمناطق الصناعية والزراعية والسياحية، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لآلاف المهندسين والفنيين والعمال المصريين، إلى جانب دعم جهود الدولة في التحول إلى الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.














0 تعليق