قال الدكتور نبيل نجم الدين خبير العلاقات الدولية، إن أسباب الأزمة في السودان بدأت في يونيو 1989 حينما استأثرت الجبهة الإسلامية بالحكم في السودان وأطاحت برئيس الوزراء المنتخب الصادق المهدي.
وأضاف خبير العلاقات الدولية خلال ندوة نظمها الحزب الاشتراكي المصري، أمس السبت تحت عنوان "تطورات الأوضاع في السودان وانعكاسه على الأمن القومي المصري"، أن الخطورة لم تكن في الإطاحة بحكومة ديمقراطية وإنما بالاستئثار بالسلطة والثروة من خلال كشوف الصالح العالم والتمكين.
وأشار نجم الدين إلى أن الشعب السوداني كان له دورا بارزا في المشهد العام بالبلاد إلا أن الجبهة الإسلامية أخرجت الشعب من المشهد بطريقة أو بأخرى.
وتابع "الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، تعلم درسا من انقلاب 1989 وأتى بمحمد حمدان دقلو "حميدتي" إلى الخرطوم وطلب من مجلس الأمة إصدار تشريعا لتشكيل قوات الدعم السريع ما منحها الشرعية لتصبح جزءا من النظام الذي ثار عليه الشعب السوداني في ديسمبر 2018".
ولفت إلى أن إصدار هذا التشريع ومنح "حميدتي" الذي لم يدخل الكلية الحربية رتبة "الفريق" ويمنح سلطة التواصل مع الرئيس مباشرة متخطيا وزير الدفاع ورئيس الوزراء والمخابرات إذن فهو جزء من النظام.
واعتبر أن ثورة الشعب السوداني في ديسمبر 2018 جاءت لتنهي على كل النظام، وليس جزءا، إلا أن حميدتي رفض حماية البشير في مواجهة الثورة الشعبية وتخلى عن الرئيس الذي أتى به ومنحه الشرعية.
وقال إنه من المؤسف أن يتولى حميدتي منصب نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني، إلا أن الأمور ساءت بين الجانبين ليشتعل المشهد في البلاد.
وأشار إلى أن خطورة المشهد الحالي في السودان، أنه يشبه سفينة تغرق في البحر بينما من يركبونها يتعاركون معا، لافتا إلى أن سيادة السودان في خطر، وأن كل الأطراف السودانية تتحمل وزر ما وصلت إليه البلاد.
ولفت إلى أنه في أي صراع إما يحسم أحد طرفيه المعركة لصالح بالقضاء على الآخر، وهو أمر لم يتحقق رغم مرور أكثر من عامين ونصف على الحرب في السودان، بينما الأمر الآخر هو أن يذهب الطرفين إلى طاولة التفاوض وهو الأمر المأمول لتنتهي المأساة السودانية.













0 تعليق