تعيش أسرة قرية دلجا بمحافظة المنيا مأساة لا تنتهي، منذ الجريمة التي هزّت مصر والمعروفة إعلاميًا بـ“الخبز المسموم”، حين اتُّهمت سيدة بقتل زوجها وأطفالها الستة عن طريق دس مادة سامة في الخبز الذي اعتادوا تناوله داخل المنزل، في واقعة أثارت صدمة واسعة لما حملته من قسوة ودوافع انتقام.
قضت محكمة جنايات المنيا، اليوم السبت، بالإعدام شنقًا للمتهمة هاجر. ا، 26 عامًا، بعد إدانتها بقتل زوجها وأطفالها الستة في الجريمة المعروفة إعلاميًا بـ"الخبز المسموم"، والتي وقعت بقرية دلجا التابعة لمركز دير مواس بمحافظة المنيا.
وجاء الحكم بإجماع آراء هيئة المحكمة، وبعد ورود رأي مفتي الجمهورية الذي أيد قرار الإعدام، ليصبح الحكم نهائيًا في مرحلة الجنايات.
تفاصيل الجلسة:
شهدت قاعة المحكمة حضورًا أمنيًا مكثفًا، وحرص عدد من أقارب الضحايا وأهالي القرية على متابعة النطق بالحكم، حيث عمّت القاعة حالة من الارتياح عقب صدور الحكم، واعتبر الأهالي أن القصاص قد تحقق، وقال بعضهم: "حقهم رجع.. لكن الجرح مش هيتقفل".
خلفية الجريمة:
كشفت التحقيقات أن المتهمة أقدمت على خلط مادة سامة "كلورفينابير" داخل الخبز الذي أعدته، وأرسلته إلى زوجها وأطفالها الستة، ما أدى إلى وفاتهم تباعًا، بينما نجت الزوجة الأولى لعدم تناولها الطعام.
وأثبتت التحريات وأقوال الشهود والتقارير الطبية وجود آثار المادة السامة في بقايا الخبز وأدوات الإعداد، فيما اعترفت المتهمة بعد مواجهتها بالأدلة، وأجرت محاكاة تصويرية لكيفية تنفيذ الجريمة.
رد فعل الأسرة:
قال أحمد محمد علي، عم الأطفال:
"الحكم يبرد نارنا.. بس العمر راح. كل يوم نعيش في عزاء وألم، لكن ثقتنا في القضاء كانت كاملة، وده يوم كنا مستنيه".
وأكدت الأسرة أنها ستتقدم بطلب رسمي لضم الطفلة الرضيعة -الوحيدة التي نجت من المصير الأسود- لتربيتها بعيدًا عن تاريخ الجريمة.
حكاية بدأت بعودة زوجة أولى
أظهرت التحقيقات أن الخلافات الأسرية كانت الشرارة الأولى. فقد أعاد الزوج زوجته الأولى إلى عصمته بعد فترة من الانفصال، وهو ما أثار غضب الزوجة الثانية المتهمة. وبحسب النيابة، بدأت الأخيرة التخطيط للانتقام بدافع الغيرة والرغبة في التخلص من الأسرة بالكامل.
السم في الخبز
أثبتت التحقيقات أن المتهمة تحصلت على مبيد حشري شديد السمية “الكلورفينابير”، ودمجته في الخبز:
أولًا جرّبت السم على أحد الأطفال الذي أصيب بتدهور صحي سريع، ما جعلها تتحقق من فاعليته.
بعد أربعة أيام، قامت بإعداد كمية أخرى من الخبز وخلطتها بالمادة السامة، وأرسلتها إلى الأطفال ووالدهم داخل منزل الأسرة.
توفي الضحايا السبعة في وقت متقارب، بينما نجت والدة الأطفال الأولى لإحجامها عن تناول الخبز.
كاميرات وتحريات وتقارير طبية
دعمت كاميرات المراقبة، وتحريات أجهزة الأمن، والطب الشرعي تفاصيل الحادث:
رصدت الكاميرات الأطفال أثناء حمل الخبز من منزل المتهمة إلى منزل الأسرة.
أثبتت التقارير وجود آثار المادة السامة في بقايا الخبز وأدوات الإعداد داخل منزل المتهمة.
تقارير الصفة التشريحية أكدت أن الوفاة نتجت عن انهيار الجهاز الحراري للجسد وفشل أعضاء حيوية بسبب المادة السامة.
وفي جلسات التحقيق، أقرت المتهمة بالفعل، وقدمت محاكاة كاملة لطريقة ارتكاب الجريمة.
الأسرة تطلب حضانة الرضيعة
تكشف العائلة أنها ستتقدم بطلب رسمي لضم الطفلة الرضيعة، أصغر أبناء المتهمة، والتي ما تزال على قيد الحياة، حتى تعيش بين أقاربها بعيدًا عن إرث المأساة.















0 تعليق