تحل غدا ذكرى ميلاد الكاتب الأيرلندي برام ستوكر، والذي ولد في 8 نوفمبر من عام 1847، وهو مؤلف الشخصية الأشهر في عالم الرعب، شخصية دراكولا، والتي نعتبر بحق واحدة من أشهر شخصيات الرعب على الإطلاق، لكن ستوكر استوحى تك الشخصية من الإمبراطور فلاد الرابع والذي له حكاية طويلة مع القتل وسفك الدماء.
دراكولا
يقول محمد عبد المنعم جلال في مقال له نشر بمجلة الهلال:" عالجت السينما العالمية أفلام الرعب وأخرجت الكثير منها وأغلبها يدور حول شخصية دراكولا، وقد يظن الكثيرون أنها شخصية خيالية، ولكن الواقع انها شخصية تاريخية حقيقية، غير أن صاحبها لم يكن مصاص دماء كما صوره برام ستوكر في روايته ومع ذلك فقد كان أبشع وأفظع شخصية عرفها التاريخ.
تأثر محمد الثاني من قتل دراكولا
ويضيف:" لم يكن السلطان محمد الثاني بالرجل الذي يتأثر بسهولة، وكان هو الذي دخل على راس جنوده مدينة القسطنطينية وأشاع فيها الخراب والدمار، ومع ذلك فعندما بلغ ذلك المحارب الرهيب، ذات يوم جميل من أيام سنة 1461، مدينة "تارجونيست" عاصمة ولاية فالاكيا، لم يسعه إلا ان يرتجف رعبا وهلعا امام المنظر المذهل الذي رآه أمامه، ففى وسط الخرائب والاطلال التي سودتها النيران، كانت تقوم غابة من الخوازيق تتأرجح عليها في أوضاع مختلفة بشعة نحو عشرين ألف جثة كانت في طريقها الى الفناء.
ويكمل:" كانوا ألوفا من الجنود الأتراك، وقعوا أسرى قبل ذلك بشهور في معركة الدانوب، وكان بينهم بعض البلغاريين والهنغاريين والأرمن والالمان وتحت الشمس المكفهرة الحارقة كانت تنبعث من الجثث رائحة وبالية، ولم يكن يقطع الصمت المطبق الذي يجنح على المكان غير صياح العقبان، رجل، رجل واحد من كل الغرب كان يستطيع أن يأمر بهذه المذبحة الفظيعة الذي لم يسبقه في فظاعتها أحد ممن عرفهم التاريخ، لا جيل دى ريه، ولا ذو اللحية الزرقاء، ولا حتى ارزبيت باتورى المعروفة باسم الكونتيسه الدامية.. رجل واحد هو الامبراطور فلاد الرابع الذي ولد سنة 1430 ومات سنة 1476 والذي لقبه معاصروه باسم " دراکولا أى الشيطان والحيوان".
يواصل:" وفي أوروبا القرن الخامس عشر التي أدمتها الحروب المستمرة.. في اوروبا هذه، حيث كانت الجريمة والسرقة والسلب والنهب اشياء عادية، أفلح « دراکولا» فى الظهور كابشع وأفظع صورة عرفها التاريخ.. والواقع ان قليلا من الرجال هبطوا الى هاوية الدم بمثل هذا الافراط ومثل هذه الفنون في انواع التعذيب.. ويشهد على ذلك نحو مائة ألف ضحية من الرجال والنساء والاطفال والشيوخ لقوا حتفهم في أبشع وأفظع ما عرفته الانسانية من صنوف العذاب! نعم، كان الأمير يستحق اسمه عن جدارة واستحقاق، فان ميادين القتال التي يعبرها على رأس جنوده. والمدن التي يغزوها ويدمرها والقلاع التي يدكها لا تلبث أن تمتلئ بغابات خانقة من الخوازيق.













0 تعليق