صدر حديثًا عن دار غراب للنشر كتاب جديد للباحث الدكتور ماجد عزت تحت عنوان "أحمد عرابي.. الوثائق الرسمية من الاستجواب إلى السجن" (1881-1882) التلغرافات الصادرة والواردة.
الكتاب يتناول مراحل حياة الزعيم الوطني أحمد عرابي من خلال وثائق تاريخية رسمية، ويقدم للقارئ خلفية مفصلة حول الأحداث التي شهدتها تلك الفترة. وقد تضمن الكتاب تقديمًا للمؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي.
ماجد عزت يكشف عن وثائق أحمد عرابي
في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، تحدث الدكتور ماجد عزت عن تفاصيل الكتاب، مشيرًا إلى أن فكرة نشر الوثائق تعود إلى عام 2008 عندما أتيحت له الفرصة للتعرف على الكاتب والباحث الراحل محفوظ عبد الرحمن، الذي كان يعمل في تلك الفترة على إعداد عمل درامي ضخم حول أحمد عرابي.
وأوضح عزت أن الكتاب يجسد الوثائق الرسمية التي تغطي فترة 1881–1882م، والتي تتمثل في التلغرافات الصادرة والواردة من تلك الحقبة.
وأكد عزت في حديثه أنه حرص على نشر الوثائق كما وردت في مصادرها الأصلية دون أي تدخل أو تهذيب. سواء كانت الوثائق مكتوبة بلغة رسمية أو عامية أو حتى تحتوي على مصطلحات قد خرجت من التداول.
وأوضح أن الهدف من هذا النهج هو الحفاظ على الطابع الأصلي للوثائق، حيث إن القيمة الحقيقية لهذه الوثائق تكمن في بنيتها اللغوية وأسلوبها الأصلي.
كما أضاف بعض التفسيرات الهامشية للمساعدة في تسهيل فهم النصوص للقارئ، لكنها لم تؤثر على الطابع التاريخي أو الاجتماعي للوثائق.
وأشار عزت إلى أن كتاب "وثائق أحمد عرابي" هو وحدة وثائقية متكاملة، حيث تتضمن الوثائق نصوصًا أصلية ولم يتم إعادة صياغتها أو إنتاجها في سياق سرد تاريخي لاحق. ويهدف الكتاب إلى تقديم هذه الوثائق في شكلها الأصيل لتكون مرجعًا للمؤرخين والباحثين في مجالات متعددة.
عاصم الدسوقي: "لا تاريخ دون وثائق"
في تقديمه للكتاب، أشار المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي إلى أهمية الوثائق التاريخية في كتابة التاريخ، قائلاً: "لا تاريخ دون وثائق".
واعتبر أن الأحداث التاريخية، رغم ما يحيط بها من تضارب في الآراء والتفسير، لا يمكن معرفة حقيقتها إلا من خلال الوثائق التي تقدم الصورة الكاملة للأحداث.
وأضاف أن الباحثين، أحيانًا، قد يتأثرون بأيديولوجياتهم الاجتماعية والفكرية عند اختيار الوثائق التي يستندون إليها، ما يؤدي إلى تشويه بعض الحقائق التاريخية.
واستعرض الدسوقي كيف أن القراء والمجتمع العام غالبًا ما يُضللوا عندما يتداولون مصطلحات مثل "الثورة العرابية" أو "هوجة عرابي" أو "عصيان عرابي للخديوي" دون أن يتعمقوا في التفاصيل الدقيقة للأحداث.
ولفت إلى أن ما يقدمه الدكتور ماجد عزت من وثائق يُعدّ منقذًا لفهم الأحداث كما وقعت بالفعل.
ويُعد كتاب "أحمد عرابي.. الوثائق الرسمية من الاستجواب إلى السجن" مصدرًا قيمًا لفهم الوقائع التاريخية التي تحيط بشخصية أحمد عرابي، ويقدم للقارئ وثائق أصيلة تتيح له الحصول على رؤية شاملة للحدث التاريخي، بعيدًا عن التفسيرات التي قد تكون مشوهة أو غير مكتملة.













0 تعليق