قالت صحيفة فاينانشال تايمز إن النخبة المالية في نيويورك قدّمت دعمًا حذرًا لـزهران ممداني بعد فوزه في انتخابات عمدة المدينة، في سباق شهد إقبالًا غير مسبوق من الناخبين جذبهم إلى صناديق الاقتراع بأعداد هائلة.
وأضافت الصحيفة أن كثيرين في وول ستريت نظروا إلى ممداني، عضو مجلس كوينز البالغ من العمر 34 عامًا، بعين الريبة بسبب انتقاداته السابقة للطبقة الثرية في المدينة، وتعهده بفرض ضريبة إضافية على الدخل الذي يتجاوز مليون دولار سنويًا.
لكن ممداني، وفق الصحيفة، سعى في الأسابيع الأخيرة قبل يوم التصويت إلى التقارب مع مجتمع الأعمال، فعقد لقاءات متكررة مع رؤساء تنفيذيين، بينما كان يتجه بثبات نحو فوز بدا حتميًا.
إشادات من شخصيات مالية بارزة
ونقلت الصحيفة عن رالف شلوسشتاين، الرئيس الفخري لبنك الاستثمار "إيفركور"، وأحد أبرز الديمقراطيين نفوذًا في وول ستريت، قوله: "الإقبال كان مذهلًا، ويحسب له أنه أشعل حماسة الناخبين".
وأضاف شلوسشتاين: "لقد منح الناس الأمل والفرصة، وحان الوقت الآن ليتكاتف الجميع ويساعدوه على النجاح".
وأشارت فاينانشال تايمز إلى أن أكثر من مليوني شخص أدلوا بأصواتهم، في أكبر مشاركة انتخابية لسباق عمدة المدينة منذ عام 1969.
كما نقلت عن ياسر سالم، رئيس لجنة "OneNYC" المستقلة التي دعمت ممداني، قوله: "إن اللجنة شكلت مجلسًا استشاريًا للأعمال سيبدأ عمله مع العمدة الجديد خلال الأسابيع المقبلة"، مؤكدًا أن "هاتفه لا يتوقف عن الرنين".
تحفظات مستمرة داخل وول ستريت
مع ذلك، قالت الصحيفة: "إن العديد من الممولين لا يزالون متشككين في توجهات العمدة الجديد".
ونقلت عن أحد مديري صناديق التحوط قوله: "إن أكبر مخاوفه تتعلق بارتفاع معدلات الجريمة في عهد ممداني"، مضيفًا: "لا يمكن أن يكون لدينا اشتراكي في أعظم مدينة رأسمالية في العالم".
وأضافت الصحيفة أن بعض كبار المستثمرين أبدوا تحفظهم أيضًا على ما وصفوه بمحاولات ممداني "التموضع في الوسط".
ونقلت عن أحد صانعي الصفقات قوله: إن "توجهه الوسطي يبدو غير صادق بعض الشيء"، معتبرًا أن آراء ممداني حول الاقتصاد والصراع الإسرائيلي الفلسطيني "جامدة".
تبرعات ضخمه لمنافسه كومو
وأشارت فاينانشال تايمز إلى أن شخصيات بارزة من وول ستريت – من بينهم مدير صندوق التحوط بيل أكمان والعمدة السابق مايكل بلومبيرغ، بالإضافة إلى مؤسس شركة "بالانتير" أليكس كارب – تبرعوا بملايين الدولارات لصالح الحملات الانتخابية المتحالفة مع منافس ممداني، أندرو كومو.
وأضافت الصحيفة أن أكمان، الذي كان من أبرز منتقدي ممداني، بادر مساء الثلاثاء إلى تهنئته على الفوز، وكتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "الآن لديك مسؤولية كبيرة... إذا كان بإمكاني مساعدة مدينة نيويورك، فأخبرني بما يمكنني فعله".
وقالت الصحيفة: إن خصوم ممداني في وول ستريت أصبحوا أكثر "براغماتية" قبل فوزه المتوقع، وقرروا أن من الأفضل دعم العمدة الجديد.
ونقلت عن روبرت ستيل، المدير التنفيذي المخضرم في وول ستريت والمساعد السابق لبلومبيرغ، قوله: إن "المرحلة المقبلة تتوقف على الفريق الذي سيختاره ممداني لإدارة المدينة"، موضحًا: "هناك ما بين 30 و50 شخصًا هم من يديرون المدينة فعليًا".
كما أضاف أنطونيو فايس، أحد كبار المستشارين الماليين في وول ستريت، أن ممداني تواصل بفعالية مع مجتمع الأعمال، مؤكدًا قدرته على تمرير زيادة ضريبية طفيفة مقابل تحسين كفاءة الحكومة.
ونقلت فاينانشال تايمز عنه قوله: "لقد كان فعالًا في التواصل وتوسيع ائتلافه، مما سيعزز الثقة في أسلوب حكمه".
وأضاف: "لا ينبغي أن يكون هناك جدال حول زيادة محدودة في الضرائب، إذا ما اقترنت بجهد حقيقي لتحسين أداء الحكومة واستثمار العائد في برامج مثل رعاية الأطفال، التي تتيح بقاء مزيد من العائلات الشابة في المدينة".
0 تعليق