انطلقت منذ قليل بمقر بيت السودان التابع للسفارة السودانية في القاهرة فعاليات الندوة السياسية الموسعة التي تنظمها السفارة تحت عنوان “الأوضاع في دارفور وكردفان: بين التحديات الراهنة وآفاق الحل”.
وشهدت الندوة حضورًا دبلوماسيًا وإعلاميًا بارزًا، بجانب عدد من المهتمين بالشأن السوداني من الباحثين والأكاديميين وممثلي الجالية السودانية في مصر، في إطار سعي السفارة لفتح مساحات للحوار حول تطورات الأوضاع في الإقليمين الأكثر تأثرًا بالصراع المسلح.
وخلال الندوة، تحدث الفريق إبراهيم الماظ، مستشار رئيس حركة العدل والمساواة، مستعرضًا جذور الأزمة الراهنة في دارفور وتداعياتها على النسيج الاجتماعي، مؤكدًا أن المرحلة تتطلب توحيد الرؤى بين القوى السياسية والميدانية من أجل وضع حد لحالة الانقسام وتغليب مصلحة الوطن على أي حسابات ضيقة. وأوضح أن الحل لن يكون عسكريًا، بل سياسيًا يراعي مشاركة كافة المكونات بما فيها الشباب والنساء والمجتمعات المحلية المتضررة من النزاع.
من جانبه، أكد القيادي في القوات المشتركة حسين أركو مناوي أن ما يجري في دارفور وكردفان يستوجب تفعيل آليات المصالحة الوطنية وفرض هيبة الدولة، مشددًا على أهمية الدور الإقليمي والدولي في دعم جهود السودان لتحقيق السلام العادل والمستدام. واعتبر أن إعادة بناء الثقة بين القوى المقاتلة والحكومة الانتقالية المقبلة هو المفتاح الحقيقي لأي عملية استقرار طويلة الأمد.
أما صلاح حامد الولي، القيادي بقوى تجمع التحرير، فقد ركز في كلمته على الأبعاد الإنسانية للأزمة، متناولًا مأساة النازحين وتدهور الخدمات في مناطق النزاع، داعيًا المنظمات الإنسانية إلى العودة الميدانية لتقديم الدعم اللازم للسكان المحليين. وأشار إلى أن استمرار الحرب يفاقم من حالة التدهور الاقتصادي ويزيد من معاناة الأسر التي فقدت مصادر رزقها الأساسية.
وفي مداخلة موسعة، قدّم المهندس أبوبكر حامد نور، أمين إقليم دارفور بحركة العدل والمساواة، رؤية حركته لمستقبل الإقليم، مؤكدًا أن دارفور تمتلك من الموارد والإمكانات ما يؤهلها لأن تكون ركيزة من ركائز التنمية في السودان إذا ما تحقق الاستقرار. وطالب بضرورة إشراك أبناء الإقليم في وضع الخطط التنموية والإدارية، وبتبني برامج لإعادة الإعمار ودمج المقاتلين في المجتمع المدني.
واختتمت الندوة بتوصيات ركزت على ضرورة استمرار مثل هذه اللقاءات الحوارية في القاهرة والعواصم الإقليمية بهدف توحيد المواقف بين القوى السياسية والعسكرية، وتنسيق الجهود الدبلوماسية والإعلامية لدعم السلام في السودان. كما أكدت الكلمات الختامية على الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه الجاليات السودانية في الخارج في بناء جسور التواصل والمساهمة في إعادة بناء وطنهم على أسس العدالة والمواطنة.
اقرأ أيضًا















0 تعليق