شهدت فعاليات مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية لوحةً فنية نابضة بالحياة من خلال معرض الحرف اليدوية، الذي جمع بين عبق الماضي وروح الحاضر في عرضٍ ساحر لإبداعات الأيادي القناوية. 
فقد امتلأت أروقة المعرض بمنتجات يدوية تعكس براعة الحرفيين وإتقانهم لفنونهم الأصيلة، بدءًا من المشغولات النحاسية والفخار التقليدي، مرورًا بـ المنسوجات القناوية ذات النقوش المبهجة، وصولًا إلى الأعمال الفنية المستوحاة من البيئة الصعيدية بكل ما تحمله من دفء وصدق وجمال.

أصالة تُلهم الحاضر

تدفقت الزوار بأعداد كبيرة لمشاهدة المعروضات وشراء منتجاتها، تقديرًا لجودتها العالية ولمساتها الفنية التي تحمل روح التراث المصري الأصيل. 
ويأتي المعرض كأحد أهم فعاليات المهرجان الذي يحتفي بالفن الشعبي والحرف التقليدية التي شكلت هوية الصعيد عبر العصور.

عروض فنية تُجسّد التنوع الثقافي

لم يقتصر المهرجان على المعارض فقط، بل امتلأت ساحاته بعروض فنية مبهرة تمزج بين الأصالة والإبداع، حيث تألقت المولوية والتنورة والسيرة الهلالية إلى جانب فن الكف والحكي الشعبي والإنشاد والمديح والترانيم الكنسية، فضلًا عن خيال الظل والأراجوز وعزف المزمار والربابة، لتجتمع جميعها في مشهد فني يعكس ثراء الثقافة المصرية وتنوعها الفريد.

ألعاب شعبية تُعيد ذكريات الطفولة

وفي مشهد مفعم بالحنين، أحيا المهرجان تراث الألعاب الشعبية التي كانت تملأ شوارع القرى ونجوع الصعيد، مثل التحطيب والمرماح والسيجا والبلي والطيارات الورقية والكرة الشراب، لتعيد للأذهان ذكريات الطفولة وروح التنافس الشريف التي جمعت أبناء الريف في الماضي الجميل.

ورش تدريبية للحفاظ على الفنون الأصيلة

ضمن أهدافه للحفاظ على الهوية التراثية، نظم المهرجان عشر ورش تدريبية متنوعة في مجالات الإنشاد والعزف على الربابة والناي، والحكي الشعبي، والخط العربي، والنحت على الخشب، وصناعة الكليم والعرائس والأكلات التراثية، إضافة إلى الألعاب الشعبية، بهدف نقل الخبرات إلى الأجيال الجديدة وصون الفنون من الاندثار.

التراث في قلب القرى القناوية

ولأن المهرجان يؤمن بأن التراث للجميع، فقد امتدت فعالياته إلى قرى ونجوع محافظة قنا، عبر عروض وورش متنقلة تصل إلى الجمهور في أماكنه، لتجعل من المهرجان جسراً يربط الماضي بالحاضر، ويعيد الحياة إلى الفنون الشعبية في قلب المجتمع القنائي.