مفوضية اللاجئين: أزمة النزوح في السودان هي الأسوأ عالمياً

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حذّرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أنّ أزمة النزوح في السودان باتت الأسوأ في العالم، مع وصول أعداد المهجّرين داخلياً وخارجياً إلى مستويات غير مسبوقة منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقالت رافيكا بيرا، المتحدثة الإقليمية باسم المفوضية لشؤون الأزمات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في تصريحات خاصة لقناة العربية، إنّ الحرب المستمرة منذ أكثر من 18 شهراً "تسببت في انهيار شبه كامل للبنية التحتية المدنية، وشردت ملايين الأسر التي باتت تعيش بلا مأوى أو غذاء أو رعاية صحية".

أرقام صادمة تعكس حجم الكارثة

وفقاً لتقارير المفوضية، تجاوز عدد النازحين داخل السودان عشرة ملايين شخص، وهو أعلى رقم تسجله أي دولة في العالم حالياً.

كما فرّ أكثر من مليوني سوداني إلى دول الجوار، أبرزها تشاد ومصر وجنوب السودان وإثيوبيا.

وأضافت بيرا أن وتيرة النزوح في السودان تُعد الأسرع في التاريخ الحديث، إذ يُسجل كل أسبوع آلاف الأشخاص الذين يفرون من القتال في ولايات الخرطوم ودارفور وكردفان.

وتابعت أن معظمهم يعيشون في "ظروف قاسية للغاية"، في ظل نقص التمويل وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية.

دارفور.. المأساة الأكبر

إقليم دارفور يبقى البؤرة الأكثر تدهوراً في الأزمة، إذ تشهد مدن مثل الفاشر ونيالا والجنينة قتالاً عنيفاً، رافقته تقارير عن مقابر جماعية وانتهاكات واسعة ضد المدنيين.

وأكدت المتحدثة باسم المفوضية أن "الوضع في الفاشر ينذر بانهيار إنساني شامل"، مشيرةً إلى أن آلاف العائلات محاصرة في المدينة بلا غذاء أو دواء.

وشددت بيرا على أن المخيمات المؤقتة في غرب السودان "لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من النازحين"، داعيةً إلى فتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال الإغاثة العاجلة.

نداء أممي عاجل

وطالبت المفوضية المجتمع الدولي بتكثيف الدعم المالي، موضحةً أنّ خطة الاستجابة الإنسانية لم تُموَّل سوى بنسبة 40% فقط.

وأشارت بيرا إلى أن بعض وكالات الإغاثة تضطر إلى تقليص عملياتها أو تعليقها مؤقتاً بسبب نقص الموارد وتدهور الوضع الأمني.

ودعت إلى تحرك دولي منسق يضمن حماية المدنيين ووقف الانتهاكات، مع ضرورة الضغط على الأطراف المتحاربة لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة الحوار.

خطر إقليمي متصاعد

وحذّرت المفوضية من أن استمرار القتال داخل السودان سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، إذ تتحمّل دول الجوار أعباءً متزايدة في استضافة اللاجئين، في وقت تعاني فيه من أزمات اقتصادية وأمنية داخلية.

ويرى مراقبون أن الأزمة في السودان تتجاوز حدود النزاع المسلح، لتتحول إلى أزمة إنسانية ممتدة تهدد مستقبل جيل كامل من السودانيين، بعد تدمير المدارس والمستشفيات ومرافق الخدمات الأساسية.

الأمل في الحل السياسي

واختتمت المتحدثة باسم المفوضية تصريحاتها بالتأكيد على أن الحل الوحيد هو سياسي وليس عسكرياً، مشددة على أن وقف الحرب وبدء عملية سلام شاملة يمثلان السبيل الوحيد لوقف الانهيار الإنساني، وإنقاذ ملايين السودانيين من مصير مجهول

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق