كيف تصرّف كُتّاب اكتشفوا نسخًا مزوّرة من أعمالهم في «أسواق الظل»؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بينما يشكو الناشرون من تراجع معدلات القراءة وارتفاع تكاليف الطباعة، تزدهر في المقابل «أسواق الظل» لبيع الكتب المزورة على الأرصفة، حيث يجد بعض الكتّاب أعمالهم وقد نُسخت دون إذن، وبأسعار «شعبية» تجذب القارئ البسيط. 

وبين الغضب والسخرية، تتعدد حكايات المؤلفين مع نسخهم المقرصنة التي تتجول بحرية في شوارع القاهرة والإسكندرية، لتكشف عن أزمة أعمق تتعلق بغياب الرقابة وارتفاع أسعار النشر.

 فى السطور التالية، نستعرض أبرز وقائع التزوير الطريفة على أرصفة المحروسة من واقع تجارب الكُتاب الذين تعرضوا لنسخ مزورة من أعمالهم الأدبية في أسواق الظل.

العشماوي يشتري روايته المزوّرة ويمازح البائع: "سعر مناسب للمواطن القارئ"

فى البداية؛ روى الروائي والمستشار أشرف العشماوي واقعة طريفة تتعلق بروايته الأحدث «السيمفونية الأخيرة»، التي صُدم حين وجد نسخة مزوّرة منها تُباع على أرصفة وسط البلد بنصف سعرها الأصلي.

OIP.VNTlqhlZpHhG6cTygEHpvwHaEK?pid=Api&h

وقال “العشماوي” عبر حسابه بالفيسبوك: “النهاردة بالصدفة لقيت روايتي الأحدث بتتباع مزورة، سألت البائع عن السعر لقيتها بنص التمن! قلت والله سعر مناسب لدخل المواطن القارئ، واشتريت نسخة".

وأضاف: البائع لما شافني عرفني، وحلف إنها هدية «عشان النبي قبل الهدية»، فمحبتش أحرجه. سألته بقلق: مش خايف من مباحث المصنفات؟ غمز وقال: عندي نسخة أصلية لزوم التفتيش.

ولفت إلى أنه لاحظ تغيرًا في الغلاف الذي صممه الفنان أحمد عاطف مجاهد، إذ بدا أكثر قتامة في النسخة المزوّرة، فنصح البائع أن «يبلغ المزوّرين يظبطوا الطبعة الجاية»، لكن الأخير ردّ بأن «محدش بيقرا الغلاف أصلًا».

قد تكون صورة ‏تحتوي على النص '‏العشما أشرف رفالعشماوي السسيمفونية الأفيرة o തණം روارة أشرف العشماوي السيءفونية الأفيرة Bjlas الدار المصرية اللبنانية المصرية الدار الدارالمصريةالبنانية اللبنانية‏'‏

واختتم: "الراجل قرر يجبر بخاطري وقال: سعادتك الأكثر مبيعًا، وعمل ركن على شكل هرم لرواياتي كلها! سألته: إزاي الرواية لسه نازلة من أسبوع ولحقت تتزور؟ ردّ باستنكار: دي نزلت من ديك النهار يا باشا! الحقيقة الدمعة فرت تاني من عيني من التأثر."

سلوى بكر: الكاتب لا يتضرر وحده.. والناشر شريك في الأزمة

من جانبها، علّقت الكاتبة سلوى بكر على الظاهرة مؤكدة أن المسؤولية الكبرى تقع على الناشرين، موضحة أن العقود بين المؤلف والناشر غالبًا ما تكون عقود إذعان، إذ لا يُذكر فيها عدد النسخ أو حقوق الطبع بدقة، مما يفتح الباب للتجاوزات.

OIP.mk-oXtMmg_YOn1huelDvZwHaEO?pid=Api&h

وقالت "بكر" لـ«الدستور": "الكاتب نفسه مش دايمًا المتضرر، لأن النسخ المزورة قد تساهم في انتشاره، لكن الخسارة الفعلية تقع على الناشر. المشكلة إننا ما عندناش جهة رقابية حقيقية تتابع المطابع أو إعادة طباعة الكتب بشكل غير رسمي، خصوصًا إن بعض الناشرين ممكن يكونوا شركاء في العملية."

وأضافت أنها شخصيًا لم تصادف نسخة مزورة من أعمالها، «ربما لأنني لا أمرّ على باعة الكتب الشعبية».

أحمد لاشين: وجدت «كربلاء» بنصف الثمن في الإسكندرية.. ولا عقاب للمزورين

أما الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس، فيروي تجربته مع كتابه «كربلاء» قائلًا:"من كام سنة لقيت نسخة رديئة من كتابي عند بياعين الكتب في إسكندرية، قالولي دي طبعة شعبية بنص الثمن، وبلغت الناشر، لكن ما كانش فيه نتيجة رادعة، لأن سوق الكتب الشعبي عالم موازٍ."

OIP.k0d-8ziyUE4DRZ6PkqxZhgHaEK?pid=Api&h

ويضيف أنه سمع من بعض العاملين في الوسط أن بعض الناشرين قد يكون لهم دور غير مباشر في تمرير هذه الطبعات، «من مبدأ كل نفسك قبل ما حد يأكلك»، معتبرًا أن ذلك يعكس أزمة أعمق في سوق الكتاب بمصر.

وطالب بضرورة عودة مشروعات النشر الحكومية للكتب منخفضة السعر، لأنها «تحد من انتشار الكتب المزورة وتعيد القراء إلى السوق الشرعية».

ضحى عاصي:  أنا أحب إن كتبي تتباع على الرصيف

وفي السياق، قالت الكاتبة ضحى عاصي، إنها لا تتابع بشكل دائم ما إذا كانت أعمالها قد تعرضت للتزوير أم لا، موضحة أن بعض القراء أخبروها بأنهم وجدوا روايتي «فنجان قهوة» و«104 القاهرة» معروضة للبيع على الأرصفة بأسعار أقل من سعرها الأصلي في المكتبات.

OIP.197X-c0x82NHY6oFpLvH2gHaFB?pid=Api&h

وأضافت في تصريح لـ"الدستور": "فيه ناس قالت لي شافوا رواياتي على الرصيف، وسعرها أرخص من المكتبات، وده طبيعي لأن الكتب المقرصنة بتكون متابعة أكتر في السوق. إحنا شعب عنده قناعة إن الكتاب اللي بيتباع على الرصيف مغنم أكيد، لأنه بنصف ثمن اللي في المحل، حتى لو البائع بيغالي في السعر".

وتابعت موضحة رؤيتها تجاه الظاهرة:"بصراحة أنا بحب إن كتبي تتباع على الرصيف، لأن ده بيخليني أخاطب ثقافة شعبية واسعة. فكرة البيع على الرصيف بتكسر المسافات النفسية بين البائع والمشتري، وبتقرب الكتاب من القارئ البسيط اللي ما يعرفش أماكن المكتبات أو بيخاف يدخلها".

وأشارت إلى أن تراجع عدد منافذ التوزيع والمكتبات جعل من الأرصفة متنفسًا للقارئ العادي، مؤكدة أن من يشترون الكتب المقرصنة «غالبًا لا يدركون أنها مزورة»، لأنهم يبحثون فقط عن القراءة بأسعار في متناولهم.

واختتمت:"أنا مش من نوع الكتّاب اللي بيهتموا بتتبع أماكن بيع كتبهم أو ترتيبهم في المبيعات، ومش مركزة في الحتة دي خالص، عمري ما وقفت أبص على فرشة كتب، لكن يهمني أكتر إن الكتاب يوصل لناس جديدة ويعيش في الشارع".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق