أعلن البيت الأبيض، يوم الجمعة الماضي، أنه لن يسمح للصحفيين بعد الآن بالوصول بحرية إلى منطقة الجناح الغربي التي تضم مكاتب العديد من كبار مسؤولي الاتصالات، بما في ذلك المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، ما يعد خطر يهدد حرية الصحافة في الولايات المتحدة، بحسب ما ذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية.
الحكومة الأمريكية: الخطوة تهدف إلي حماية الأمن القومي
وفي مذكرة، قال مجلس الأمن القومي إن الصحفيين ممنوعون من الوصول إلى الغرفة "140"، والتي تقع بالقرب من المكتب البيضاوي، دون موعد مسبق، مدعيا أن هذه الخطوة ضرورية لحماية المواد الحساسة المحتملة وحماية الأمن القومي.
وجاء في المذكرة: "من أجل حماية مثل هذه المواد، والحفاظ على التنسيق بين موظفي مجلس الأمن القومي وموظفي الاتصالات في البيت الأبيض، لم يعد يسمح لأعضاء الصحافة بالدخول إلى الغرفة 140 دون موافقة مسبقة في شكل موعد مع أحد موظفي البيت الأبيض المعتمدين".
وكان بإمكان الصحفيين الذي يغطون أخبار البيت الأبيض المعتمدين في السابق الوصول إلى الغرفة رقم "140" في غضون مهلة قصيرة للتحدث مع كبار المسؤولين. وقالت المذكرة إنه لا يزال بإمكان الصحفيين الوصول إلى منطقة أخرى حيث يوجد مكاتب موظفي الاتصالات في البيت الأبيض من المستوى الأدنى.
جمعية مراسلي البيت الأبيض: القيود الجديدة ستؤثر على القدرة علي محاسبة الحكومة
وقالت جمعية مراسلي البيت الأبيض إن القيود الجديدة ستؤثر على قدرة المراسلين على استجواب المسؤولين وضمان الشفافية ومحاسبة الحكومة.
وقالت مراسلة شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية ويجيا جيانج، الرئيسة الحالية للجمعية، والتي تغطي أخبار البيت الأبيض، في بيان: "تعارض جمعية مراسلي البيت الأبيض بشكل لا لبس فيه أي جهد لتقييد وصول الصحفيين إلي المناطق داخل عمليات الاتصالات في البيت الأبيض التي كانت مفتوحة منذ فترة طويلة لجمع الأخبار، بما في ذلك مكتب المتحدثة باسم البيت الأبيض".
وقال مدير الاتصالات بالبيت الأبيض ستيفن تشيونج، يوم الجمعة الماضي، إنه تم العثور على صحفيين وهم يسجلون بالفيديو والصوت سرا داخل المكاتب ويتجولون في المناطق المحظورة.
البيت الأبيض: تم العثور على بعض المراسلين وهم يسجلون سرا مقاطع فيديو وصوت داخل مكاتبنا
وكتب عبر حسابه علي "اكس" (تويتر سابقا): "تم العثور على بعض المراسلين وهم يسجلون سرا مقاطع فيديو وصوت داخل مكاتبنا، إلى جانب صور لمعلومات حساسة، دون إذن. وتجول بعض المراسلين في مناطق محظورة، وتم العثور على بعض المراسلين وهم يتنصتون على اجتماعات خاصة مغلقة. ويأتي مسؤولون في الحكومة بشكل روتيني إلى مكتبنا لعقد اجتماعات خاصة، ومن ثم يتعرضوا لكمين من قبل المراسلين الذين ينتظرون خارج أبوابنا دون علمنا".
وأعلنت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون عن خطوة مماثلة في عام 1993 لتقييد وصول الصحافة إلى الغرفة رقم "140"، ولكن تم إلغاؤها فيما بعد بعد ردود فعل عنيفة.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت وزارة الحرب الأمريكية (وزارة الدفاع سابقا) "البنتاجون" مؤخرا عن سياسة جديدة يجب بموجبها على وسائل الإعلام الموافقة على قيود صحفية جديدة أو فقدان أوراق اعتمادها الإعلامية ويتم منعها من الوصول إلي مناطق العمل داخل البنتاجون.
السياسة الجديدة تتطلب من الصحفيين التعهد بالموافقة علي القواعد الجديدة
وتتطلب السياسة الجديدة من الصحفيين التعهد بالموافقة علي القواعد الجديدة، بما في ذلك إمكانية اعتبارهم خطر أمني وإلغاء التصريح الصحفي الخاص بالبنتاجون إذا طلبوا من الموظفين الكشف عن معلومات لم تنشرها الوزارة، حتى لو كانت المعلومات غير سرية.
ورفضت ما لا يقل عن 30 وسيلة إخبارية، بما في ذلك "فوكس نيوز"، الموافقة على القيود الإعلامية التي فرضها البنتاجون، مؤكدة أن هذه السياسة تمثل تهديدا لحرية الصحافة وتعيق قدرتها على جمع الأخبار بشكل مستقل.
وعلاوة على ذلك، قامت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من هذا العام بإزالة الصحفيين من كل من "رويترز" و"أسوشيتد برس" و"بلومبيرج نيوز" من المجموعة الدائمة من المراسلين الذين يغطون أخبار الرئيس الأمريكي، على الرغم من أن وسائل الإعلام هذه قد لا تزال مدرجة على أساس متقطع.








0 تعليق