شيخ الطريقة الجازولية: حضارة الفراعنة ليست عبادة أصنام بل رسالة إنسانية عظيمة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الشيخ سالم الجازولى شيخ الطريقة الجازولية وعضو المجلس الأعلى للصوفية، إنَّ ما تم تداوله مؤخرًا من تصريحات من بعض المتشددين السلفيين ضد حضارة الفراعنة والمتحف المصري العظيم، هو أمر بعيد كل البعد عن الحقيقة وعن المبادئ الدينية السمحة التي تحثنا على احترام التاريخ والحضارات الإنسانية العظيمة التي شهدها العالم، إن الحضارة المصرية القديمة ليست مجرد مجموعة من الآثار أو المقتنيات في المتاحف، بل هي جزء من تاريخ أمتنا وأصالتنا، ومن الواجب على كل فرد في هذه الأمة أن يعتز بها ويفخر بها.

وتابع " عضو الأعلى للصوفية" فى تصريحات صحفية لهم اليوم قائلا: إن الادعاء بأن المصريين القدماء كانوا يعبدون الأصنام هو تحريف للتاريخ، نحن في الطريقة الجازولية وفي الطرق الصوفية  بشكل عام، نعلم أبناءنا أن الحضارة المصرية كانت حضارة راقية في جميع جوانبها: الفكرية، الروحية، والعلمية، وهذه الحضارة قدَّمت للعالم العديد من المساهمات في مجالات الفلك، الطب، الهندسة، والفلسفة، وكان المصريون القدماء متدينين في جوهرهم، بل إن معتقداتهم كانت تستند إلى الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى، رغم أنَّ بعض هذه المعتقدات قد تم تحريفها وتقديمها بشكل خاطئ من قبل البعض.

وأوضح " الجازولى" قائلا: أما بخصوص مسألة التشبه بالفراعنة وإرتداء الزى الخاص بهم فرحًا بالمتحف المصرى الكبير  أو في إظهار بعض جوانب الثقافة الفرعونية، فلا أرى في ذلك أي ضرر شرعي، إنما هو نوع من الفخر والانتماء إلى هذه الحضارة التي تُمثل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الأمة المصرية والعربية على حد سواء، فكما نحتفل بإنجازات العلماء المسلمين في العصور الذهبية الإسلامية، يجب أن نحتفل كذلك بما قدمه أجدادنا المصريون القدماء من تطور حضاري.

وأشار " الجازولى " قائلا: أما في ما يتعلق بتربية أبناء الطريقة الجازولية والطرق الصوفية الأخرى  على احترام هذه الحضارة العظيمة، فنحن دائمًا ما نؤكد على أن الثقافة المصرية القديمة، بما فيها من قيم ومعرفة، هي جزء من هويتنا الروحية والوطنية، فنحن نربي أبنائنا على احترام جميع مكونات تاريخنا، ونحذرهم من الوقوع في فخ الانغلاق الفكري والرفض الأعمى للماضي، إن ما نحتاجه اليوم هو تعزيز روح الفخر الوطني بأجدادنا، مع الاعتراف بقيمتهم التاريخية والمعرفية.

وتابع: ختامًا، أقول إننا نؤمن في الطريقة الجازولية أن الحضارات، مهما اختلفت، هى رسائل من الماضي تحمل في طياتها دروسًا وعبرًا للبشرية جمعاء، ولذلك، فإن احترام التاريخ وحضارات الأمم هو جزء من احترام الإنسانية نفسها".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق