أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن مصر تسعى لتحويل المتحف الكبير إلى رمز للنهضة الثقافية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتعزيز مكانة مصر كقوة حضارية وإنسانية عالمية.
وقد شهدت السنوات الماضية سلسلة من الفعاليات المماثلة التي أعادت إبراز التراث الفرعوني، مثل موكب المومياوات الملكية واحتفالات طريق الكباش في الأقصر، وهي أحداث عززت صورة مصر كوجهة سياحية وثقافية كبرى.
إنعاش كبير للسياحة
أكد وزير السياحة شريف فتحي أن المتحف من المتوقع أن يجذب نحو 5 ملايين زائر سنويًا بعد افتتاحه الكامل.
وتُعد السياحة أحد أهم مصادر الدخل الأجنبي في البلاد ودعامة أساسية لاقتصادها الذي يعاني من الديون والضغوط المالية.
وقد استقبلت مصر 15.7 مليون سائح في عام 2024، وتشير التقديرات إلى أن هذا الرقم سيقترب من 18 مليونًا خلال العام الجاري، مدفوعًا بافتتاح المتحف والاهتمام العالمي المتزايد بالآثار المصرية.
يضم المتحف عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي توثق المراحل المختلفة للحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية العصر الروماني. وتركز قاعات العرض الجديدة على الحياة اليومية للملك توت عنخ آمون وحاشيته، وسلالته الملكية، ومفاهيم البعث والحياة الأخرى التي شكلت جوهر العقيدة المصرية القديمة. كما خُصص قسم خاص ليوثق قصة اكتشاف المقبرة الأسطورية في الأقصر عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر.
وتابعت الصحيفة البريطانية، أنه على مدى أعوام طويلة، عمل المرممون في مختبرات المتحف على تنظيف وصيانة مقتنيات الملك استعدادًا للعرض، وتمت إعادة تجميع العقود المزخرفة بالخرز الملون، وترميم الأثاث المذهب، وإنقاذ الأقمشة والجلود التي صنعت منها الصنادل الملكية بعد أن ظلت محفوظة في المخازن لعقود.
ويقول الدكتور طارق توفيق، أستاذ علم المصريات والمدير العام السابق للمتحف أثناء مرحلة الإنشاء، إن التجربة في قاعات توت عنخ آمون ستكون غامرة ومتكاملة، حيث تم ترتيب المقتنيات بطريقة تحاكي الموكب الجنائزي للملك وكأن الزائر يشارك فعليًا في رحلة الوداع الملكي قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام.
يرى المراقبون أن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد حدث ثقافي، بل رسالة سياسية وإنسانية من مصر إلى العالم تؤكد من خلالها قدرتها على الحفاظ على إرثها الحضاري وتوظيفه لتعزيز الحاضر وبناء المستقبل، فبين أروقة المتحف وقاعاته المهيبة، تمتزج الأسطورة بالتاريخ، ويولد من جديد مجد الفراعنة في مشهد يختصر مسيرة أمة ما زالت تكتب فصولها في ذاكرة الإنسانية.












0 تعليق