تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حذّرت الكنيسة الإنجيلية المشيخية في الولايات المتحدة (PCUSA) من أزمة إنسانية وطنية وشيكة نتيجة استمرار الإغلاق الحكومي الفيدرالي، مشيرة إلى أن برامج الدعم الحيوية التي يعتمد عليها ملايين الأميركيين باتت مهددة بالتوقف، ما سيؤدي إلى معاناة شديدة للفئات الأكثر ضعفًا، وبينهم الأطفال وكبار السن وذوو الإعاقة والعاملون بأجور منخفضة.

وقالت الكنيسة في بيانها إن المسألة لا تتعلق فقط بخلافات حول موازنة العام المالي 2025-2026، بل إنها تمثل "أزمة أخلاقية وديمقراطية" تمس جوهر التزام الدولة بخدمة الصالح العام.

برامج حيوية مهددة بالتوقف

وأشارت الكنيسة إلى أن أربعة برامج أساسية مهددة بالخطر في حال استمرار الجمود السياسي في الكونغرس، وهي:

برنامج المساعدات الغذائية (SNAP) الذي يقدّم دعمًا غذائيًا شهريًا لنحو 41.7 مليون أميركي، أي ما يعادل 12.3% من السكان، معظمهم من الأسر التي لديها أطفال.

الائتمان الشتوي للطاقة، وهو الدعم الذي يتيح للأسر ذات الدخل المحدود الحصول على التدفئة في فصل الشتاء، في وقتٍ تُظهر فيه الدراسات أن ربع الأسر ذات الدخل المنخفض تنفق أكثر من 15% من دخلها على فواتير الطاقة.

التغطية الصحية ضمن قانون الرعاية الميسّرة (ACA)، والتي تشمل حماية المرضى من أصحاب الحالات السابقة، وتقديم الدعم التأميني للفئات الأكثر احتياجًا.

برنامج الائتمان الضريبي للإسكان منخفض الدخل (LIHTC)، الذي مكّن منذ تأسيسه من تمويل أكثر من 3.8 مليون وحدة سكنية بأسعار ميسّرة، يستفيد منها نحو 9 ملايين أسرة.

وحذّر البيان من أن تعليق هذه البرامج أو تأخير تمويلها سيؤدي إلى تفاقم الفقر وانعدام الأمن الغذائي، وزيادة خطر التشرد والمرض وانهيار الثقة العامة بالدولة، معتبرًا أن هذه البرامج تمثل "أساسًا أخلاقيًا للديمقراطية الأميركية" تحظى بتأييد واسع من الحزبين ومن المواطنين على حد سواء.

دعوة إلى تحرك عاجل

ودعت الكنيسة الكونجرس والإدارة الأميركية إلى اتخاذ إجراءات فورية وعابرة للانقسامات الحزبية لضمان استمرار هذه البرامج دون انقطاع، مؤكدة أن "تأجيل الحل سيحوّل هذه التهديدات المتشابكة إلى أزمات تمس كرامة الإنسان واستقرار المجتمع".

وطالبت بما يلي:

الإفراج الفوري عن التمويل الاحتياطي لضمان استمرار دفع إعانات SNAP دون توقف.

تسريع صرف الائتمان الشتوي للطاقة قبل الأول من ديسمبر لمساعدة الأسر الفقيرة والمتوسطة.

تمديد وحماية بنود قانون الرعاية الميسّرة، بما يشمل دعم الأقساط وتوسيع مظلة "ميديكيد".

الحفاظ على الائتمان الضريبي للإسكان وتوسيعه لتأمين السكن الملائم والمستقر للأسر منخفضة الدخل.

نداء روحي وأخلاقي

وأكدت الكنيسة المشيخية أن الدفاع عن هذه البرامج ليس شأنًا سياسيًا، بل هو استجابة لدعوة المسيحية في السعي إلى العدالة والرحمة والإنصاف، قائلة: "حين نحمي الغذاء والطاقة والرعاية الصحية والسكن، فإننا نجسّد دعوتنا الإيمانية في أفعال ملموسة، ونقدّم نموذجًا للتعاون البنّاء بين مختلف الاتجاهات الفكرية."

واختتم البيان بالتأكيد على أن الكنيسة تقف ملتزمة بكرامة الإنسان المخلوق على صورة الله (Imago Dei)، داعية الأميركيين، بمختلف انتماءاتهم السياسية، إلى تحمل مسؤوليتهم الأخلاقية في ضمان ألا يُترك أحد دون غذاء أو مأوى أو رعاية أو دفء.

واستشهدت الكنيسة بقول النبي إشعياء:"يَسْكُنُ شَعْبِي فِي مَسْكَنِ السَّلاَمِ وَفِي مَسَاكِنَ مُطْمَئِنَّةٍ وَفِي مَحَالٍّ آمِنَةٍ" (إشعياء ٣٢: ١٨).

وختم البيان بدعوة المواطنين إلى التواصل مع ممثليهم في الكونجرس والإدارة لحثّهم على التحرك السريع، مؤكدة أن سلامة النسيج الاجتماعي وكرامة الإنسان وصحة الديمقراطية على المحك.