في خطوة تُجسد سباق عمالقة التكنولوجيا نحو السيطرة على البنية التحتية الرقمية العالمية، أعلنت شركة أمازون عن مشروعها الجديد العملاق "فاست نت" (Fastnet)، أول كابل بحري مملوك لها بالكامل، والذي سيمتد عبر المحيط الأطلسي ليربط بين الساحل الشرقي للولايات المتحدة ومقاطعة كورك في أيرلندا.
يهدف هذا الكابل إلى إحداث نقلة نوعية في قدرات نقل البيانات العالمية، وتعزيز خدمات أمازون ويب سيرفيسز (AWS) في مجالات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وخدمات الحافة (Edge Computing).
بنية تحتية بحرية بسرعات تفوق الخيال
الكابل الجديد الذي تطوره أمازون يُعد ثورة في عالم الاتصالات الرقمية، إذ تصل سعته الإجمالية إلى أكثر من 320 تيرابت في الثانية، وهي سرعة مذهلة تُمكّنه من بث نحو 12.5 مليون فيلم عالي الدقة في لحظة واحدة.
هذه القدرة الخارقة تجعل من "فاست نت" واحداً من أقوى الكابلات البحرية في التاريخ الحديث، ما يتيح تدفق البيانات عبر القارات بسرعة وأمان غير مسبوقين.
تعزيز شبكات أمازون في عصر الذكاء الاصطناعي
يمثل "فاست نت" استثماراً استراتيجياً يهدف إلى دعم الطلب العالمي المتزايد على التطبيقات الذكية والخدمات السحابية عالية الأداء.
فمع توسع تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وإنترنت الأشياء، أصبح نقل البيانات بسرعة البرق ضرورة أساسية وليس رفاهية.
كما يُتوقع أن يعزز الكابل من مرونة واستقرار شبكة AWS، ما يُمكّن العملاء حول العالم من الوصول إلى خدمات أمازون بسلاسة أكبر حتى في أوقات الذروة الرقمية.
تصريحات من داخل أمازون
أكد مات ريدر، نائب رئيس خدمات الويب في أمازون للشبكات الأساسية، في مقابلة مع شبكة CNBC أن "الكابلات البحرية تُعتبر العمود الفقري الحقيقي للإنترنت العالمي، وبدونها سيضطر العالم للاعتماد على الأقمار الصناعية التي تُعاني من تأخير في زمن الاستجابة وتكاليف أعلى، ولا توفر السعة الكافية لتلبية احتياجات المستخدمين".
وأضاف أن مشروع "فاست نت" يُجسّد التزام أمازون ببناء بنية تحتية مستقلة ومتطورة تضمن سرعة الاتصال وموثوقيته على مستوى العالم.
موعد التشغيل واستثمارات مستقبلية
من المقرر أن يدخل كابل "فاست نت" الخدمة بحلول عام 2028، دون أن تفصح أمازون عن تكلفة إنشائه.
ويأتي المشروع ضمن موجة من الاستثمارات التقنية العملاقة في البنية التحتية البحرية، تشارك فيها أيضًا شركات مثل جوجل وميتا ومايكروسوفت، في سباق عالمي محموم لتأمين السيطرة على طرق البيانات العابرة للمحيطات.














0 تعليق