نفذت جامعة قناة السويس برنامجًا تدريبيًا بعنوان "ثقافة الاختلاف وقبول الآخر"، بمدرسة دوحة الزمان الابتدائية، بمشاركة 40 طالبًا وطالبة، تحت رعاية الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس، وبإشراف عام من الدكتورة دينا محمد علي أبو المعاطي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وإشراف الدكتور مدحت صالح عميد كلية التربية، والدكتورة نهلة صابر تاوضروس وكيل كلية التربية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
تفاصيل الندوة
قدّمت البرنامج الدكتورة نشوى بسطويسي، أستاذ أصول التربية ووكيل كلية التربية للدراسات العليا بجامعة قناة السويس، وذلك بالتعاون بين إدارة تدريب أفراد المجتمع وقسم التنمية المستدامة بإدارة شمال الإسماعيلية التعليمية، حيث تناولت المحاضرة مفهوم التنشئة الاجتماعية ودورها في تشكيل الوعي الجمعي وغرس قيم التسامح والتعاون وقبول الآخر.
وأوضحت نشوة بسطويسي، أن التنشئة الاجتماعية تُعد من أهم الأدوات التي تمكّن الفرد من استبطان القيم الاجتماعية والثقافية داخل مجتمعه، مستشهدة بقول العالم الفرنسي هنري بييرون إن الإنسان ينتقل من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل من خلال الفعل التربوي الذي يجمع بين الشروط البيولوجية والاجتماعية. كما أشارت إلى أن العالم دور كهايم هو أول من استخدم مفهوم التنشئة الاجتماعية، مؤكدًا أن التربية هي عملية يمارسها الراشدون على الأجيال الجديدة لدمج ثقافة الفرد في مجتمعه وإزاحة الجانب البيولوجي لصالح التكوين الاجتماعي، فالإنسان ليس كما أوجدته الطبيعة، بل كما يصوغه المجتمع.
وتطرقت المحاضرة إلى دور المؤسسات الاجتماعية كالأسرة، والمسجد، والمدرسة في ترسيخ القيم، وأهمية الضبط الاجتماعي في التحكم بالسلوكيات والعادات غير المرغوب فيها وفقًا لطبيعة وثقافة كل مجتمع.
كما تناولت مراحل بناء الذات من الوعي إلى الرؤية، ومن وضع الخطة إلى تنفيذها ومراقبة النفس، وصولًا إلى تقبل التحدي وصناعة المستقبل.
وتناول البرنامج كذلك محورًا مخصصًا للتوعية بكيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المدرسة، موضحًا أن ذوي الاحتياجات الخاصة هم الأفراد الذين يعانون من حالات دائمة من الإعاقة تجعلهم غير قادرين على ممارسة الأنشطة أو اكتساب الخبرات بالطرق الاعتيادية. وقد تم التأكيد على أهمية رسم الابتسامة عند التعامل معهم، وتجنب أي تصرف قد يسبب لهم الإحراج، والتحدث إليهم بإيجابية واحترام، وسؤالهم عن حاجتهم إلى المساعدة دون فرضها عليهم.
كما تم شرح أساليب التواصل مع مختلف الإعاقات سواء السمعية أو الحركية أو البصرية، بما يضمن دمجهم الكامل في المجتمع المدرسي.
وفي ختام البرنامج، عبّر الطلاب عن استفادتهم الكبيرة من المحاضرة، مؤكدين وعيهم بأهمية احترام الآخر وتقدير الاختلاف كقيمة إنسانية ومجتمعية. وقد تم تنفيذ البرنامج التدريبي بإشراف تنفيذي من المهندسة وفاء إمام أحمد مدير عام الإدارة العامة للمشروعات البيئية، والمهندس أحمد رمضان سعيد مدير إدارة تدريب أفراد المجتمع، في إطار استراتيجية الجامعة لنشر ثقافة التعايش وقبول الآخر ودعم القيم الإنسانية بين طلاب المدارس بمحافظة الإسماعيلية.











0 تعليق