أكد الدكتور علي الأعور، الباحث في الشئون الإسرائيلية، أن وعد بلفور الذي صدر في الثاني من نوفمبر عام 1917 يمثل جريمة تاريخية مكتملة الأركان بحق الشعب الفلسطيني، إذ منح من لا يملك أرضًا لمن لا يستحق وطنًا.
وقال، خلال مداخلته على شاشة النيل الإخبارية، إن هذا الوعد المشئوم كان نقطة البداية لكل الجرائم والمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية لاحقًا، وفتح الطريق أمام النكبة عام 1948 والإبادة الجماعية المنظمة ضد الفلسطينيين.
وأضاف الأعور أن المجتمع الدولي يتحمل المسئولية القانونية والأخلاقية لما جرى، بعد أن سمح بتدمير 418 قرية فلسطينية وتهجير أكثر من 750 ألف لاجئ وارتكاب عشرات المجازر مثل دير ياسين والطنطورية، دون محاسبة المسئولين عنها.
وطالب بأن تضطلع محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية بدورهما في ملاحقة قادة الاحتلال، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت، يجب أن يُدرجا على قوائم المطلوبين للعدالة الدولية بسبب جرائم الحرب في غزة.
وأوضح الباحث أن "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر شكّل نقطة تحول تاريخية في الصراع، إذ دفع المجتمع الإسرائيلي إلى إعادة التفكير في مفاهيمه بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها، بما في ذلك الهجرة العكسية وارتفاع حالات انتحار الجنود.
واعتبر أن التغيير الحقيقي سيأتي من داخل إسرائيل نفسها بعد انكشاف "أسطورة الجندي الذي لا يُقهر".
وانتقد الأعور السياسات الإسرائيلية الراهنة في الضفة الغربية، خاصة عربدة المستوطنين ومنع الفلسطينيين من قطف الزيتون، مؤكدًا أن الأمن لن يتحقق للإسرائيليين إلا بالانسحاب الكامل من غزة والعودة إلى طاولة المفاوضات برعاية مصر وقطر ودول عربية وإسلامية.
وشدد على أن الحل الأمثل هو حل الدولتين، داعيًا بريطانيا إلى تصحيح خطئها التاريخي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومؤكدًا أن "غزة ليست للبيع".
















0 تعليق