كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن وسطاء دوليين يمارسون ضغوطًا متزايدة على حكومة الاحتلال الإسرائيلية للموافقة على إنشاء ممر آمن يسمح بخروج مقاتلين من حركة حماس من مناطق داخل قطاع غزة تخضع حاليًا لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في المناطق الجنوبية القريبة من رفح، وفقًا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.
وذكرت مصادر مطلعة أن إسرائيل تدرس المقترح بجدية لكنها لم تتخذ قرارًا نهائيًا بعد، فيما أُشير إلى أن بعض المقاتلين الذين يُبحث أمر خروجهم لا يزالون محاصرين داخل أنفاق في هذه المناطق.
مباحثات سرية لخروج مقاتلي حماس دون علم إسرائيل
وبحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، فإن الوساطة تُدار حاليًا من قبل عدة أطراف دولية تعمل على إقناع تل أبيب بالموافقة على الترتيب المقترح، لأن استمرار الاشتباكات في محيط رفح قد يُعرّض تنفيذ الاتفاقات الأوسع للخطر.
وأشارت إلى أن جزءًا كبيرًا من هذه الاتصالات تم دون علم إسرائيل في مراحلها الأولى، وأن تل أبيب لم يتم إبلاغها بالتفاصيل إلا في وقت متأخر، ما أثار تحفظًا لدى بعض الدوائر الأمنية والسياسية داخلها.
وأفاد مصدر سياسي مطلع بأن إسرائيل تدرس حاليًا الرد على مقترحات الوسطاء، ومن المرجح أن تطالب في المقابل بتحقيق تقدم ملموس في ملف استعادة جثامين جنودها المحتجزين لدى حماس، كشرط أساسي لأي تفاهم جديد.
المفاوضات الدائرة بين إسرائيل وحماس تهدف لترتيب انسحاب آمن لعناصر الحركة من المناطق المعروفة بـ "الخط الأصفر"
وتؤكد الأوساط الإسرائيلية أن أي خطوة ميدانية من هذا النوع لن تتم ما لم تضمن تل أبيب الحفاظ على سيادتها العسكرية في المناطق التي سيُنفذ فيها الممر المقترح.
وأشارت هيئة البث العبرية إلى أن المفاوضات الدائرة بين إسرائيل وحماس تهدف إلى ترتيب انسحاب آمن لعناصر الحركة من المناطق المعروفة باسم "منطقة الخط الأصفر" داخل قطاع غزة، بطريقة تمنع حدوث احتكاك مباشر مع القوات الإسرائيلية المنتشرة هناك.
كيف سيتم نقل المقاتلين؟
ووفقًا للتقرير، تتضمن الخطة نقل المقاتلين عبر مركبات تابعة للصليب الأحمر الدولي، عبر ممرات محددة مسبقًا يتم التنسيق بشأنها مع الأطراف المعنية.
أفادت التقارير بأن الوسطاء تمكنوا بالفعل من الحصول على موافقة مبدئية من قيادة حماس على هذا الترتيب، وأنهم ينتظرون الآن الرد الرسمي من الجانب الإسرائيلي.
وتأتي هذه التطورات في ظل ضغوط دولية متزايدة لإحراز تقدم في المسار الإنساني داخل غزة، إلى جانب محاولات لتثبيت وقف إطلاق النار الهش الذي تعثر تنفيذه أكثر من مرة خلال الأسابيع الأخيرة.
يُظهر النقاش داخل الأوساط الإسرائيلية انقسامًا واضحًا حول جدوى القبول بمثل هذا المقترح؛ فبينما يرى بعض المسؤولين أن الخطوة قد تساعد في تجنب خسائر إضافية وتخفيف الضغط الدولي على إسرائيل، يحذر آخرون من أن السماح بخروج مقاتلين من حماس دون اعتقالهم أو محاسبتهم قد يُعتبر تراجعًا ميدانيًا يضعف صورة الردع الإسرائيلي ويمنح الحركة فرصة لإعادة تجميع صفوفها في مناطق أخرى.















0 تعليق