انتقدت صحيفة "الجارديان" البريطانية محاولات الجمهوريين لإظهار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه "رئيس ذو قلب كبير" يسعى جاهدًا لإعادة فتح الحكومة الأمريكية، حتى في الوقت الذي يؤجل فيه تمويل المساعدات الغذائية لملايين الأمريكيين ذوي الدخل المحدود، لكنه يمضي قدمًا في بناء قاعة الاحتفالات المُذهّبة في البيت الأبيض والتي تبلغ تكلفتها 300 مليون دولار.

أزمة الإغلاق الحكومي

وقالت "الجارديان" إنه مع دخول الإغلاق الحكومي يومه الثالث والثلاثين، قدّم رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، ترامب على أنه رجل غاضب ويائس؛ لكسر الجمود وتخفيف المعاناة المتزايدة للأمريكيين العاديين.

وقال جونسون: "ترامب يائس لفتح الحكومة لقد بذل كل ما في وسعه.. ترامب رئيس ذو قلب كبير، يريد أن يحصل الجميع على خدماته".

بينما يواصل ترامب فرض قبضته الحديدية على الإغلاق الحكومي، مقاومًا الضغوط السياسية، بل حتى ضغوط المحكمة الفيدرالية، لتخفيف العبء عن الأمريكيين الضعفاء، مُحتجًا على عدم امتلاكه السلطة لإنهاء هذا المأزق.

استخدام أموال الطوارئ

وقد قضى قاضيان في المحكمة الفيدرالية الجمعة الماضي، بأنه على إدارة ترامب استخدام 5 مليارات دولار من أموال الطوارئ لمواصلة دفع مساعدات الغذاء من برنامج "سناب" لما يصل إلى 42 مليون أمريكي من ذوي الدخل المحدود، حيث توقفت المدفوعات أول أمس السبت؛ بسبب الإغلاق الحكومي، مما يُهدد بخطر الجوع لملايين الأشخاص.

وعلى الرغم من أمري المحكمة، لا يزال من غير الواضح متى أو ما إذا كانت الإدارة ستستأنف المدفوعات، بينما صرّح ترامب بأنه ينتظر توضيحًا من القضاة الفيدراليين بشأن مصدر الأموال.

وتُلزم أوامر المحكمة الفيدرالية ببدء الدفع الجزئي لبرنامج "سناب" اعتبارًا من الأربعاء المقبل.

وبدلًا من السماح باستخدام أموال الطوارئ، حثّ ترامب زملاءه الجمهوريين في مجلس الشيوخ على كسر الجمود بإنهاء عرقلة المجلس، وتتطلب هذه الآلية 60 صوتًا من أصل 100 صوت في المجلس لإقرار معظم أنواع التشريعات، بما في ذلك إنهاء الإغلاق الحكومي.

واتهم زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، ترامب في برنامج "حالة الاتحاد" على شبكة CNN أمس الأحد، باستغلال الجوع كسلاح، وقال إن الأموال متوفرة لمواصلة تقديم مساعدات الغذاء حتى نوفمبر.

وبدون ذكر اسم مشروع الرئيس لبناء قاعة رقص بقيمة 300 مليون دولار، أضاف "جيفريز" أن ترامب وإدارته قادرون على إيجاد تمويل لمشاريع أخرى، لكنهم لسبب ما لا يستطيعون إيجاد المال اللازم لضمان عدم جوع الأمريكيين.

ومع تفاقم آثار الإغلاق الحكومي في جميع أنحاء البلاد، مهددًا الأمريكيين الأكثر فقرًا ومسببًا تأخيرات متزايدة في المطارات الأمريكية، تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب ترامب الجمهوري يتحمل معظم اللوم من المواطنين.

وقد أظهر استطلاع رأي أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" في نهاية أكتوبر الماضي، أن 52% من الناخبين ألقوا باللوم على ترامب والجمهوريين في الكونجرس في هذا الجمود، بينما ألقى 42% باللوم على الديمقراطيين.