تتجه الأنظار نحو العاصمة الأميركية واشنطن حيث يستعد الرئيس السوري أحمد الشرع لزيارة البيت الأبيض ولقاء نظيره الأميركي دونالد ترامب، في خطوة وُصفت بأنها منعطف حاسم في العلاقات السورية – الأميركية.
وذكرت سكاي نيوز عربية أن الزيارة المقررة خلال الأيام المقبلة تهدف إلى توقيع وثيقة تفاهم أمني بين البلدين، تمهد لانضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة، وهو تطور غير مسبوق منذ أكثر من عقد من القطيعة السياسية.
من العزلة إلى الانفتاح الدبلوماسي
تأتي الزيارة بعد أشهر من اتصالات دبلوماسية مكثفة بين واشنطن ودمشق، شملت وساطات عربية وإقليمية، بهدف إعادة إدماج سوريا في النظام الدولي بعد سنوات من العقوبات والعزلة.
ويُتوقع أن يبحث اللقاء قضايا رفع العقوبات الأميركية المفروضة بموجب “قانون قيصر”، وإعادة تفعيل التعاون الأمني والاستخباراتي في مواجهة التنظيمات المتطرفة، إضافة إلى ملف إعادة إعمار سوريا والمساعدات الإنسانية.
ويرى محللون أن الشرع يسعى عبر هذه الزيارة إلى إعادة تموضع بلاده كلاعب فاعل في توازنات الشرق الأوسط، في ظل تغيّر خريطة التحالفات الإقليمية.
تفاهم أمني محتمل بين دمشق وتل أبيب
وأشارت تقارير سكاي نيوز إلى أن أحد الملفات الحساسة المطروحة على الطاولة هو التفاهم الأمني بين دمشق وتل أبيب، بوساطة أميركية، لضمان استقرار الحدود الجنوبية ووقف التصعيد في الجولان.
مصادر دبلوماسية تحدثت عن محادثات أولية برعاية الأمم المتحدة، قد تفتح الطريق أمام اتفاق مراقبة أمني بإشراف دولي، مقابل التزام سوري بضبط الحدود ومنع نشاطات الميليشيات في المنطقة.
رمزية اللقاء وتأثيره الإقليمي
زيارة الشرع إلى البيت الأبيض تمثل تحولًا رمزيًا عميقًا في السياسة الأميركية تجاه دمشق، إذ إنها المرة الأولى التي يُستقبل فيها رئيس سوري في واشنطن منذ أكثر من 20 عامًا.
ويرى مراقبون أن اللقاء قد يكون بداية مرحلة جديدة من إعادة التوازن الإقليمي، خصوصًا مع تزايد التنسيق العربي – الأميركي في ملفات الأمن والطاقة ومكافحة الإرهاب.
مستقبل العلاقات السورية – الأميركية
بينما تبقى التفاصيل النهائية للزيارة قيد التفاوض، إلا أن المؤشرات جميعها تؤكد أن واشنطن ودمشق على أعتاب انفراجة سياسية قد تُعيد العلاقات الثنائية إلى مسار التعاون بعد سنوات من القطيعة، في مشهد قد يُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد.

















0 تعليق