كشفت القناة 12 الإسرائيلية، الأحد، أن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب على طول الحدود الشمالية مع لبنان، تحسباً لاحتمال اندلاع تصعيد واسع مع "حزب الله" خلال الأسابيع المقبلة.
وبحسب التقرير، فإن التقديرات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن "ذروة التوتر" قد تحدث خلال شهر، بالتزامن مع انتهاء المهلة الممنوحة للبنان لنزع سلاح الحزب جنوب نهر الليطاني، وفق القرار الأممي 1701.
تحذيرات من مواجهة شاملة
مصادر أمنية إسرائيلية أوضحت أن "الجيش مستعد لجميع السيناريوهات"، بما في ذلك احتمال اندلاع حرب محدودة أو مواجهة تمتد إلى العاصمة اللبنانية بيروت.
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هدّد صراحة بأن بلاده "ستستهدف بيروت بشكل مباشر" في حال شنّ حزب الله أي هجوم على بلدات الشمال.
وأضاف كاتس أن "لبنان يتحمل المسؤولية الكاملة عن نشاط الحزب"، مؤكداً أن إسرائيل "لن تتردد في الدفاع عن نفسها بكل الوسائل".
تكثيف الغارات وتزايد الضغوط
في الأيام الأخيرة، كثّف سلاح الجو الإسرائيلي غاراته على مواقع تابعة لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية، وسط تقارير عن سقوط قتلى وإصابات في صفوف عناصر الحزب.
في المقابل، دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحكومة اللبنانية إلى تنفيذ التزاماتها الدولية ونزع سلاح الحزب، مشيراً إلى أن "الصبر الإسرائيلي له حدود".
وتزامناً مع التصعيد الميداني، تمارس واشنطن ضغوطاً سياسية واقتصادية على بيروت لحثّها على احتواء التوتر وتنفيذ القرار الأممي، بحسب ما نقلته صحيفة "معاريف".
قلق داخلي وتخوف إقليمي
في لبنان، تتزايد المخاوف من أن يؤدي أي رد من حزب الله إلى مواجهة واسعة، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي والسياسي الهش.
مصادر لبنانية أشارت إلى أن الحزب يواجه "مأزقاً استراتيجياً"، إذ يخشى الرد على الغارات بما قد يجر البلاد إلى حرب لا يحتملها الشارع اللبناني.
على الصعيد الإقليمي، يتابع مراقبون التطورات بقلق بالغ، محذرين من أن أي اشتباك كبير قد يفتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط، ويمتد أثره إلى سوريا والعراق وربما البحر الأحمر.
وتؤكد التطورات الأخيرة أن المنطقة تقف على حافة انفجار محتمل، مع دخول إسرائيل و"حزب الله" في مرحلة من الحسابات الدقيقة والتهديدات المتبادلة.
ومع اقتراب الموعد الذي وصفته المصادر الإسرائيلية بـ"الشهر الحاسم"، يبقى السؤال مطروحاً: هل يتجه الطرفان إلى مواجهة مباشرة، أم ستنجح الضغوط الدولية في تأجيل الانفجار الكبير؟
















0 تعليق