زين عبد الهادي: تصميم المتحف استغرق 23 عامًا ويقدم فلسفة عرض جديدة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخميس 30/أكتوبر/2025 - 09:34 م 10/30/2025 9:34:17 PM

جريدة الدستور

قال الدكتور زين عبد الهادي الكاتب والأكاديمي مدير مكتبة العاصمة الإدارية الجديدة، إن تصميم المتحف المصري الكبير استغرق 23 عاما تقريبا وبفضل ظهور تكنولوجيات جديدة تمكن من تقديم عرض متحفي مفتوح وفعال، والبعد عن فلسفة الصناديق الزجاجية المغلقة التي تقف كحائل ومانع صناعي أمام فهم التاريخ الحضاري، وكان لزاما تغيير أسلوب العرض المتحفي كله، بحيث يشعر الضيوف والزائرين أنهم يعيشون داخل مدن مصر القديمة ويشعرون بما كان يجري فيها ويتأثرون بحياتهم مما يفرض مشاعر جديدة لم تكن موجودة من قبل في العرض التقليدي.
وأضاف عبد الهادي - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الخميس- أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أراد من العرض المتحفي المفتوح في تصميم المتحف التركيز على تاريخ الحضارة المصرية والمتعة المرغوب أن يشعر بها الزائرون من مختلف الأعمار، وتحويل التاريخ إلى متعة ومعرفة والتخلص من أسلوب العرض التقليدي للمتاحف وألا نقدم للعالم مجرد متحف كالموجود في الدول الأخرى حتى المتقدمة منها، بل نقدم فلسفة جديدة وعالما جديدا يليق بالجمهورية الجديدة التي نسعى لبنائها، وعالما كاملا إذا دخله الزائر فإنه يخرج بمعرفة جديدة ومتعة جديدة ونظرة مختلفة عن الحضارة المصرية القديمة من خلال هذا البناء العبقري والقاعات الأسطورية وعبق التاريخ التليد للحضارة المصرية.
وأكد أن مصر استطاعت بناء متحف نادر للغاية في الجمهورية الجديدة، مشيرا إلى أن المبنى العام للمتحف المصري الكبير يحمل شكلا وهيكلا جماليا ويظهر ذلك جليًّا في الواجهة الزجاجية المائلة والدرج العظيم المُطلّ على الأهرامات، وأن تصميم القاعات الداخلية المتخصصة أصبحت مشاهد بصرية-سردية تُنافس أحدث المتاحف العالمية، بل تتفوق عليها في مساحة العرض المفتوح وتقنيات العرض المذهلة، والتكنولوجيا المستخدمة لتحقق فلسفة متحف جديد ونادر يقدم للعالم للمرة الأولى في التاريخ بعيدا عن صناديق العرض التقليدية.
وأشار إلى أن أسلوب العرض في قاعة الملك توت عنخ أمون قائم على سينوغرافيا مُحكَمة تعتمد على الإضاءة الدرامية التي تُخفي وتُكشف تدريجيًّا عن القطع، مع المنصات الدوّارة لعرض المركبات الحربية الثلاث، إضافة إلى جدران من الألياف المعدنية المُكسّاة بأكسيد التيتانيوم الأسود لامتصاص الضوء وتنقية اللون الذهبي، فأصبحت القاعة تُشبه مسرح كهربائي أكثر من قاعة عرض؛ حيث يمر الزائر بتجربة الاكتشاف التدريجي.
ولفت إلى أن تصميم الدرج العظيم ليس مجرد أدراج خرسانية بسيطة تؤدي للطوابق العليا بل درج تفاعلي متحرك يضم مشهد أثري مفتوح ليصبح الدرج قاعة عرض في حركة؛ حيث يصعد الزائر وسط المنحوتات والمشاهد والتماثيل المصرية القديمة كأنه في موكب مصري قديم معلق، منوها إلى متحف الطفل الذي جرى تصميمه وفقا للفكرة الجمالية الجديدة التي نصت على أهمية الانتقال من المعلومة إلى المغامرة تم استحداث نفق زمني مُضاء مع أرضية تفاعلية تستجيب للخطى وتُظهر حيوانات أو آلهة قديمة، وقد بني كل ذلك بأسلوب السينوغرافيا، وهكذا أصبحت قاعة الطفل مدينة مصغّرة يدخلها الطفل مسرورًا ويخرج وقد أحبّ التاريخ دون واجب منزلي.
وأكد الدكتور زين عبد الهادي أن زائري المتحف المصري الكبير سيخرجون منه بمفهوم جديد فالمتحف ليس مجرد صندوق يعرض تماثيل، بل سردية مكانية تُدرك أن الجمال الحقيقي هو الحكاية التي تبهج الزائر ويقف أمامها إعجابا واحتراما لمصر القديمة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق