ساعات تفصلنا عن الحدث الأبرز في تاريخ مصر الأثري الحديث، وتاريخ المتاحف على مستوي العالم، يترقب المصريين بفخر واعتزاز لحظات افتتاح المتحف المصري الكبير، وقد عبّرت الكاتبة والروائية هايدي فاروق عن فخرها العميق بانتمائها للحضارة المصرية القديمة، مؤكدة أن مصر ليست مجرد وطن، بل روح تمتد جذورها في التاريخ الإنساني، وإرثٌ خالد لا ينضب. ترى فاروق أن الحضارة المصرية تظل مصدر إلهام دائم لكل من يتأمل عظمة الفراعنة، وفنونهم، وأسرارهم التي لا تنتهي.
قالت الكاتبة الروائية هايدي فاروق: "أنا فخورة جدًا بكوني حفيدة للحضارة المصرية، ولدي ولع شديد بالحكايات والأسرار التي تُروى عن الملوك والملكات. لقد زرت مدينتي الأقصر وأسوان مرات عدة، وفي كل مرة أكتشف سرًّا جديدًا عن هذه الحضارة العظيمة".
وتابعت فاروق: حين أسافر إلى الخارج وأرى المسلات المبهرة تزيّن الميادين وتزيدها ألقًا، ينتابني شعور بالفخر العميق. أتذكر يوم زرت معبد ديبود في مدريد، وكيف اجتاحني إحساس عارم بالاعتزاز، وكأنني أود أن أُخبر كل من حولي أنني أنتمي إلى هذه العظمة. أنا أملك الجمال والعزيمة معًا — أنا حتشبسوت العنيدة، ونفرتاري جميلة الجميلات، وسخمت إن تطلب الأمر".
وأوضحت فاروق أن مصر تمتلك إرثًا عظيمًا هو مبعث فخر لكل مصري، ومنبع الإبداع والجمال والتفرد. وأضافت:لا يخبو انبهاري في كل مرة أقرأ فيها عن تاريخ مصر القديمة؛ كيف أتقن أجدادنا فنون النحت والرسم، وعرفوا أسرار التحنيط. ما هذه الفطرة المعجونة بالسحر؟"
وأكدت الكاتبة أن الحضارة المصرية تستحق أن تُروى للعالم، ذلك العالم الذي ينظر إلى مصر بشغف وتفرّد، مشيرة إلى أن الإرث المصري فريد في جوهره ولا يُقاس به إرث آخر على وجه الأرض. وقالت:إن الحضارة المصرية القديمة عريقة، سبقت العصور وتفوّقت على زمانها."
وأشارت فاروق إلى حماسها الكبير ليوم الافتتاح المنتظر للمتحف المصري الكبير، موضحة:لا يزال يرنّ في أذنيّ صدى الترانيم الشجية القديمة لأنشودة إيزيس، وأتذكّر العرض المهيب الذي قُدم في موكب نقل المومياوات الملكية — كان يومًا أسطوريًا ما زالت أصداؤه تعيش في روحي، أنشودة للجمال والرقي."
وتابعت قائلة: مصر قادرة على إبهار العالم بتاريخٍ مملوء بالعظمة. وعيون العالم كلها مفتوحة عن آخرها ترقبًا لهذا الحدث الكبير — أحد أهم الأحداث الثقافية والسياحية والأثرية في القرن الحادي والعشرين. وسيكون المتحف فريدًا من نوعه بوجوده إلى جوار الأهرامات الثلاثة، كأنه الهرم الرابع الذي يؤكد مكانة مصر وقدرتها على صنع التاريخ في الماضي والحاضر معًا."
وفي ختام حديثها، وجّهت هايدي فاروق دعوة إلى جميع المصريين لزيارة المتحف فور افتتاحه للجمهور في الرابع من نوفمبر المقبل، قائلة:"ليَرَ كل مصري بأمّ عينيه إرث أجداده وبصماتهم الخالدة. كما أتمنى أن تنظم المدارس رحلات لزيارة المتحف، حتى يتعرّف أطفالنا إلى حضارتنا وتاريخنا المشرف.


















0 تعليق