- أسامة الحديدى قال إن الدكتور الطيب يشارك بنفسه فى حل المشكلات الأسرية المستعصية
- نظام مؤمن لحفظ بيانات الأسر وضمان السرية التامة فى جميع مراحل التعامل
- التسرع وتدخل أطراف خارجية والسوشيال أبرز أسباب الانفصال
قال الدكتور أسامة الحديدى، مدير مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، إن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يهتم بوحدة «لم الشمل»، التابعة للمركز، لدرجة أنه يشارك بنفسه أحيانًا فى حل المشكلات الأسرية.
وأوضح الحديدى، فى حواره مع «الدستور»، أن الوحدة التى تأسست فى ٢٠١٨، تحت شعار «أسرة مستقرة = مجتمع آمن»، تهدف إلى الحد من حالات الطلاق، عبر حل النزاعات الأسرية.
وأشار إلى أن دور الوحدة يشمل أيضًا التوعية بأهمية التماسك الأسرى، ويجرى تنظيم ندوات فى المدارس والمعاهد والجامعات ومراكز الشباب فى هذا السياق، بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، لافتًا إلى أن أبرز أسباب الطلاق هو سوء التواصل والتسرع فى الحكم وتدخل أطراف خارجية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى.
■ بداية.. لماذا جرى تأسيس وحدة «لم الشمل»؟
- خلال السنوات الماضية لاحظ الأزهر الشريف تزايدًا ملحوظًا فى معدلات الطلاق، وهى مشكلة تهدد كيان الأسرة وتؤثر سلبًا على أمن المجتمع وتقدمه، وتعوق خطط التنمية التى تنفذها الدولة، فضلًا عن آثارها النفسية والاجتماعية الخطيرة التى تمس الأفراد، خاصة الأطفال. وحرصًا على حماية الأسرة المصرية، وجه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بإنشاء وحدة لم الشمل بمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية فى أبريل عام ٢٠١٨.
■ كيف يجرى التعامل مع الحالات؟
- تحرص وحدة «لم الشمل» بمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية على تيسير سبل التواصل مع الجمهور، ما يضمن سرعة الاستجابة وفاعلية التدخل فى النزاعات الأسرية، وذلك عبر مجموعة من الوسائل التى تراعى احتياجات المواطنين وظروفهم المختلفة.
يمكن للأسرة أو أى من طرفىّ النزاع التواصل مع الوحدة هاتفيًا من خلال الخط الساخن «١٩٩٠٦» بسعر المكالمة العادية، أو التسجيل إلكترونيًا عبر الموقع الرسمى لمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أو من خلال بوابة الأزهر الإلكترونية.
كما تتيح الوحدة استقبال الجمهور بشكل مباشر فى مقرها الرئيسى بمشيخة الأزهر الشريف، فضلًا عن استقبال الحالات فى مقارها المنتشرة فى مختلف محافظات الجمهورية، ما يسهم فى تقديم الخدمة لأكبر عدد ممكن من المواطنين، ويخفف عنهم مشقة السفر.
فحتى ٣٠ سبتمبر الماضى بلغ إجمالى حالات التصالح بعد الطلاق ٢٠٥ آلاف و٣٥٦ حالة، وبلغ عدد المستفيدين من جميع أفراد الأسرة ٣ ملايين و٨٠٠ ألف مستفيد
■ ما خطوات حل النزاع؟
- تسير وحدة «لم الشمل» وفق آلية عمل دقيقة ومنظمة، تضمن التعامل مع كل حالة على نحو منضبط يراعى خصوصيتها وطبيعتها الاجتماعية والنفسية.
بمجرد تلقى طلب التدخل من الأسرة، يجرى تسجيل البيانات الخاصة بالحالة بشكل كامل داخل النظام المعتمد بالوحدة، ثم يتواصل أعضاء الفريق المختص لتحديد موعد مناسب للقاء.
بعد ذلك، تعقد جلسات استماع ومناقشة مع الأطراف، إما بشكل منفصل مع كل طرف على حدة، أو بشكل مشترك بينهما، وذلك حسب طبيعة الخلاف وحدته.
■ كيف تضمن الوحدة خصوصية الحالات؟
- تولى الوحدة اهتمامًا بالغًا بخصوصية الحالات الأسرية وسرية معلوماتها، وتعتبر ذلك التزامًا أخلاقيًا وإنسانيًا قبل أن يكون إجراءً إداريًا، فكل ما يقدم من بيانات أو مستندات خلال مراحل التعامل مع النزاع يحفظ داخل قسم التسجيل بالوحدة فى نظام مؤمن لا يتاح الاطلاع عليه إلا لأعضاء اللجنة المختصة التى تباشر الحالة فقط.
كما تراعى السرية كذلك بعد انتهاء الجلسات؛ إذ يحرر الاتفاق الذى توصل إليه الطرفان فى محاضر داخلية لا يجوز تداولها أو نسخها، ولا يمكن لأى من الأطراف أو الجهات الحصول على نسخة من هذا الاتفاق إلا من خلال مخاطبة رسمية من الجهات القضائية المختصة، حرصًا على حماية الخصوصية وصون كرامة الأسرة المصرية.
وبهذا النهج المؤسسى المنضبط، تؤكد الوحدة التزامها الكامل بثقة الجمهور، وتجعل من الأمان النفسى والسرية المهنية ركيزة أساسية فى كل ما تقدمه من خدمات إصلاح أسرى.
■ هل يتابع شيخ الأزهر العمل؟
- نعم. بالطبع. بل يتدخل الدكتور أحمد الطيب، فى بعض الحالات المستعصية. وأود أن أشير إلى أننا لا نفقد الأمل فى إيجاد الحلول للمشاكل الأسرية ولا يقتصر دورنا على التعامل مع الأشخاص فقط، بل نرجع لأساس المشكلة حتى لو كان أطرافها خارج دائرة الأسرة. وأؤكد أن شيخ الأزهر داعم لعمل الوحدة.
■ ما أبرز أسباب ارتفاع نسب الطلاق بين الشباب؟
- تتنوع الأسباب التى تؤدى إلى الخلافات الزوجية، خاصة فى السنوات الأولى من الزواج، وغالبًا ما ترجع إلى نقص الوعى بطبيعة الحياة الزوجية ومسئولياتها، وغياب ثقافة الحوار والتفاهم بين الزوجين.
ولاحظنا أن بعض النزاعات ينشأ بسبب سوء التواصل أو التسرع فى الحكم على المواقف، أو تدخل أطراف خارجية دون وعى بحقيقة المشكلة، إلى جانب الاستخدام غير المنضبط لوسائل التواصل الاجتماعى الذى قد يسبب سوء فهم أو توتر فى العلاقة.
■ هل يختلف أسلوب العمل حسب المحافظة؟
- نعم.. تنتهج الوحدة أساليب متنوعة تتناسب مع طبيعة كل بيئة، مراعية الظروف الاجتماعية والمعيشية المختلفة؛ فأسلوب التعامل فى المدن يختلف عنه فى القرى، كما تختلف الآليات فى المناطق الحدودية عن غيرها. ويأتى هذا التنوع فى إطار الحرص على التواصل الفعال مع كل فئة مجتمعية، ما يحقق أفضل نتائج ممكنة.


















0 تعليق