في سوقٍ لا تهدأ، تتقاطع المصالح والسياسات مع حركة الأسعار كما تتقاطع الأمواج في بحرٍ متقلب، فبين العقوبات الغربية على روسيا وقرارات "أوبك+" المرتقبة، تواصل أسعار النفط رحلة الهبوط وسط حالة من الترقب والشكوك التي تخيم على الأسواق العالمية.
أسعار النفط تهبط مجددًا
فقد سجل خام "برنت" تراجعًا طفيفًا بمقدار 7 سنتات ليصل إلى 64.33 دولارًا للبرميل، كما هبط خام "غرب تكساس الوسيط" الأمريكي بالمقدار نفسه ليبلغ 60.08 دولارًا، وفق بيانات موقع إنفستنج الأمريكي.
ويرجع هذا التراجع إلى تزايد الشكوك بشأن مدى تأثير العقوبات المفروضة على روسيا في كبح المعروض، إلى جانب الأنباء المتداولة حول احتمالية زيادة "أوبك+" إنتاجها بنحو 137 ألف برميل يوميًا خلال ديسمبر المقبل.
احتمال زيادة إنتاج “أوبك+”
وفي المقابل، أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي انخفاضًا غير متوقع في المخزونات الأمريكية، حيث تراجعت مخزونات الخام بـ 4.02 ملايين برميل، والبنزين بـ 6.35 ملايين برميل، ونواتج التقطير بـ 4.36 ملايين برميل، ما منح الأسعار دعمًا مؤقتًا خلال جلسة الثلاثاء.
لكن التفاؤل لم يدم طويلًا، فالعقوبات الأمريكية الجديدة على شركات النفط الروسية الكبرى "لوك أويل" و"روسنفت" لم تنجح في تغيير معادلة السوق، بينما أكّد الكرملين أن بلاده تقدم طاقة عالية الجودة بأسعار تنافسية، تاركًا قرار الشراء بيد الشركاء.
شكوك حول فاعلية العقوبات على روسيا
كما أوقفت مصافٍ هندية عديدة طلباتها الجديدة من النفط الروسي انتظارًا لموقف حكومي واضح، بينما أعلنت شركة "إنديان أويل" الحكومية استمرارها في الشراء طالما لا تخالف العقوبات.
تحاول فيه الأسواق موازنة العوامل المتضاربة بين نقص المخزونات الأمريكية واحتمالات زيادة الإنتاج من "أوبك+"
في المقابل، أكد وزير الاقتصاد الألماني أن أنشطة "روسنفت" في بلاده ستُستثنى من العقوبات كونها لم تعد خاضعة للسيطرة الروسية المباشرة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تحاول فيه الأسواق موازنة العوامل المتضاربة بين نقص المخزونات الأمريكية واحتمالات زيادة الإنتاج من "أوبك+"، وسط ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي وتقلبات الطلب على الطاقة.
















0 تعليق