ثلاثة أيام أيام تفصلنا عن الحدث العالمي الأكبر، ربما في القرن العشرين، ألا وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، مطلع نوفمبر المقبل، بحضور العديد من ملوك ورؤساء الدول العربية والأوروبية، وغيرها من دول العالم بقاراته الخمس.
المتحف المصري الكبير نقلة نوعية في عرض التراث المصري
وحول ما يمثله المتحف المصري الكبير، لبعث جديد للحضارة المصرية القديمة، وكيف ينقل مصر إلي أبرز وأهم الوجهات السياحية والمراكز الثقافية في العالم، تحدثت الشاعرة نجلاء أحمد حسن، في تصريحات خاصة لـ"الدستور".
واستهلت “حسن” حديثها مشيرة إلى أن "المتحف المصري الكبير، يمثل نقلة نوعية في عرض التراث المصري، على مر عصوره التاريخية ويُعد الأكبر من نوعه عالميا. حاملا هوية واضحة، وهو المتحف الوحيد في العالم الذي يحتوي على 12 قاعة تاريخية، في رحلة ما قبل التاريخ إلى العصرين اليوناني والروماني في مصر.
نجلاء أحمد حسن: المتحف المصري الكبير يُقدم مصر كمركز حضاري عالمي
وتابعت: “يعد المتحف المصري الكبير، أداة سحرية واستثمارًا استراتيجيًا لتسويق الهوية المصرية، حيث يدمج بين الهوية الوطنية والتراث، من جهة وبين الهوية والحداثة من جهة أخرى باستخدام أحدث طرق العرض المتحفي”.
ويهدف إنشاء المتحف المصري الكبير إلى تعزيز الإنتماء والفخر الوطني لدى الأجيال الجديدة، حيث يُقدم مصر كمركز حضاري عالمي من خلال دمج التراث بالسياحة والتكنولوجيا وفنون العمارة، مما يجعله أداة قوية لتعزيز الصورة الذهنية لمصر كدولة ذات تاريخ وحاضر ومستقبل.
افتتاح المتحف المصري الكبير عيد قومي
ولفتت “حسن” إلى: “تكمن أهمية ثقافة الاحتفال في علم الأنثروبولوجيا في كونها تعبيرًا عن هوية المجتمع، تعزز حالة التماسك الأجتماعي والنفسي، وتُحافظ على التراث الثقافي من خلال توثيق الأداء والمعتقدات المرتبطة به”.
وتابعت: “يمثل حفل الافتتاح تتويجا لحضارة مصر الحديثة التي أقامت احتفالين مبهرين، نقل المومياوات أبريل 2021 وافتتاح طريق الكباش في 25 نوفمبر 2021، لذا أوصي أن يكون عيدا قوميا كل عام”.
واستكملت: “تحقق هيبة وعظمة الدولة باقامتها الاحتفالات المهيبة للاحداث الثقافية والحضارية المتفردة والتي يحضرها رؤساء الدول والوفود الدولية من جميع انحاء العالم لحضور افتتاح المتحف المصري الكبير في إنشاء الروابط القلبية التي تربط بين المتحف ممثلا الصورة الذهنية لشعب مصر حامل روح الحضارة المصرية الإنسانية القديمة لعيون العالم عبر تكنولوجيا العصر الحديث”.
المتحف المصري الكبير يقدم خريطة بانورامية تحكي قصة الحضارة المصرية القديمة
وأضافت “حسن”: “قد أبرزت الأبحاث الحديثة في مجال الأنثروبولوجيا المتحفية والأطر النظرية الحديثة الإمكانات الواسعة للمتحف في مجال البحث متعدد التخصصات والتجريب والمشاركة المجتمعية واستلهام الفنون البصرية والابداعية بجميع أشكالها وأجناسها الفنية والأدبية والفكرية، حيث تُقدم المتاحف فهمًا أعمق للتطور البشري والمعالم الثقافية للشعوب، ويعرض المتحف المصري الكبير خريطة بانورامية تحكي قصة الحضارة المصرية القديمة بشكل متكامل، في أحضان الأهرامات تلك النقطة الزمنية الخالدة عبر الأرض، مؤكدا أنه أقوى معالم الجذب السياحي في مصر، ومن خلال معروضات المتحف مثل مجموعات التماثيل المهيبة والأدوات المتنوعة والملابس والأكسسوارات والتي تظهر طرق الحياة في زمنها. علاوة على توظيف أحدث تقنيات العرض التفاعلي والرقمي لتقديم رحلة زمنية متكاملة لمخيلة المتلقي على جميع المستويات، بداية من خلق الدهشة لعين وعقل الطفل إلى تنمية الحس الجمالي والفلسفي للزائر والتمتع الفكري من خلال تلك النزهة الفكرية والجرعة العلمية الثقافية المكثفة للباحث العلمي.
واختتمت “حسن”: “من خلال أنثروبولوجيا المتاحف، تكمن وظيفة المتحف وغرض إنشاؤه إلى تتبع الحياة الاجتماعية للأشياء - أي السير الذاتية المميزة لأشياء معينة منذ إنشائها وحتى استخدامها وتداولها - يُلقي الضوء على سياقاتها الشخصية والاجتماعية من خلال الكشف عن معانٍ معقدة ومتغيرة ترتبط بالأشياء أثناء تداولها بين الناس والأماكن على مر الزمن”.


