أكد الدكتور منير القادري بودشيش، مدير الملتقى العالمى للتصوف رئيس المركز الأورومتوسطى لدراسة الإسلام اليوم أن الطريقة تسير وفق أسس ومنهج رباني وضعه شيوخها السابقون، والذين أرَسوا مبادئها على نهج روحي أصيل يجمع بين تزكية النفس وخدمة المجتمع.
وأوضح " القادرى " فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الطريقة القادرية البودشيشية تستمد قوتها واستمراريتها من التزامها بتعاليم الدين الحنيف، ومن وفائها للوصية الشرعية التي وضعها مؤسسوها الأوائل، مؤكدًا أن هذه الثوابت كانت حصنًا منيعًا أمام كل المحاولات التي سعت إلى إثارة الفوضى أو التشكيك في مشروعية القيادة الروحية للطريقة.
وأضاف أن المحاولات التي أراد البعض من خلالها إسقاط الوصية الشرعية أو زعزعة وحدة الطريقة باءت بالفشل، بفضل تلاحم مريدي الطريقة وثقتهم في منهجها القائم على المحبة والسلام ونشر القيم الأخلاقية والتسامح بين الناس.
وشدد "القادرى" على أن الزاوية ستظل منارة للروحانية الأصيلة، ومركزًا لنشر العلم والتربية الصوفية القائمة على الإخلاص لله وخدمة الإنسانية، مؤكدًا أن ما يجمع أتباع الطريقة هو “الصفاء القلبي والالتزام الصادق بالنهج الرباني”.
وقال "القادري"، إن الطريقة القادرية البودشيشية نجحت في نشر التصوف الصحيح حول العالم، بفضل جهود علمائها ودعاتها الذين تربّوا داخل الزاوية وعلى يد شيوخها الكبار، مضيفًا أن هؤلاء كانوا ولا يزالون سفراء للاعتدال والوسطية، في مواجهة تيارات الغلو والتطرف التي تحاول تشويه صورة الإسلام.
وأشار إلى أن التصوف البودشيشي يمثل مدرسة روحية وأخلاقية قائمة على التزكية والصدق والإخلاص، تسعى إلى بناء الإنسان في داخله قبل أن تبني المجتمع من حوله، معتبرًا أن التصوف هو السبيل إلى إحياء القيم الإنسانية في زمن تتراجع فيه الأخلاق وتتصاعد فيه الصراعات.
