استعاد الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصري الشهير، ذكريات طفولته قائلاً إنه كان يخاف من الظلام بشدة، لدرجة أنه بعد خروجه من السينما مساءً شعر برهبة كبيرة.
وأضاف أنه عندما بدأ عمله في مجال الآثار، واجه أول اختبار حقيقي لشجاعته عندما اضطر للنزول إلى نفق أثري مظلم بعمق عشرين مترًا، وهناك قرر أن يواجه خوفه ويقهره.
وأوضح أن أول مومياء تعامل معها كانت لكاهن قديم، وظل يجلس أمامها طويلًا يتأمل ملامحها في صمت ممزوج بالرهبة والإعجاب.
لعنة الفراعنة.. بين الحقيقة والخيال
تحدث حواس عن الأسطورة الشهيرة المعروفة بـ"لعنة الفراعنة"، كاشفًا حقيقتها العلمية، حيث قال إن الأمر لا يتعلق بالسحر أو القوى الغامضة، بل بالجراثيم التي تتراكم داخل المقابر المغلقة منذ آلاف السنين.
وأوضح أن فتح التابوت الأثري مباشرة دون تهويته لمدة ربع ساعة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض قاتلة، وهو ما فسره البعض في الماضي على أنه لعنة تصيب من يقترب من المومياوات.
وأضاف أن عملية التحنيط كانت دقيقة للغاية، حيث تُزال جميع الأعضاء عدا القلب، وتُستخدم مواد طبيعية مثل الحناء والكتان لتغليف الجسد وضمان حفظه لآلاف السنين.
صداقة عمر الشريف.. وذكريات الأيام الأخيرة
كشف الدكتور زاهي حواس جانبًا إنسانيًا مؤثرًا من حياته، مؤكدًا أنه كان أقرب أصدقاء الفنان العالمي عمر الشريف، وأن علاقة مميزة جمعتهما على مدى سنوات طويلة. وأوضح بأسى أن الشريف لم يتعرف عليه في أيامه الأخيرة بسبب إصابته بمرض ألزهايمر، رغم أنه كان ينتظره دائمًا ويتحدث معه في لقاءاتهم الأسبوعية التي كانت تجمعهما مع أحمد زكي، مفيد فوزي، وأنيس منصور.
وروى حواس أن عمر الشريف كان أهلاويًا متعصبًا وصديقًا مقربًا لصالح سليم، وكان دائم الكرم في جلساته، لا يسمح لأحد أن يدفع الحساب.
كما ذكر أن الشريف لم يدرك وفاة فاتن حمامة، وأنه لم يعترف بابنه المقيم في إيطاليا رغم الشبه الكبير بينهما، مؤكدًا أن “ابنه الحقيقي” في نظره كان طارق، الذي عاش معه من فاتن حمامة.
مواقف رياضية وإنسانية لا تُنسى
استعاد حواس ذكرياته خلال مئوية النادي الأهلي عندما قال مازحًا إن “الفراعنة كلهم أهلاوية”، ما أثار غضب الإعلامي عمرو أديب، ليرد عليه قائلاً بابتسامة: “الزملكاوية هم اللي بنوا خوفو”.
وأضاف حواس أن الرياضة اليوم فقدت روحها الجميلة التي كانت تجمع بين الانتماء والاحترام، مشيرًا إلى أنه عاش لحظات قاسية أيضًا في عمله، منها موقف نادر عندما نزل داخل بئر أثري داخل صندوق متصل بآلة وعلق لمدة ساعة بين الحياة والموت.
