في أحد أحياء فيصل الهادئة، كانت الحياة تمضي كعادتها، حتى تسللت فاجعة هزت القلوب قبل أن تهز الجدران لم يكن أحد يتخيل أن وراء أبواب أحد العقارات هناك مأساة إنسانية مكتومة، بدأت بحب زائف وانتهت بصرخة أطفال لم يسمعها أحد.
كانت الأم امرأة تحمل على كتفيها ثلاثة أطفال تبحث عن مأوى حتى تعرفت على رجل وعدها بالأمان، وقال إنه سيكون لها السند والملجأ صدقت واصطحبت أطفالها الثلاثة لتعيش معه بداية جديدة لكن هذه البداية كانت الطريق إلى النهاية.
مرت الأيام، وتحولت الوعود إلى شكوك، والحنان إلى غضب وفي لحظة قرر أن يضع حدا لكل شيء دس السم في كوب العصير، وقدمه إليها بابتسامة زائفة لم تعرف أنه آخر ما تشربه في حياتها نقلها إلى المستشفى مدعيا أنها زوجته، ثم تركها تموت وحيدة، بلا اسم حقيقي ولا وداع من أطفالها.
لكن الجريمة لم تتوقف عند الأم ففي اليوم التالي، حمل المتهم في قلبه قسوة لم يعرفها بشر أمسك بكوب آخر، ملأه بالسم ذاته، وقدمه للأطفال الثلاثة الذين لم يعرفوا في الدنيا إلا أمهم التي فارقتهم قبل ساعات.
شرب اثنان منهم العصير ببراءة، بينما رفض الثالث وتعلق بالحياة لكنه ألقى به في الترعة، وعاد ليسلم جسدي الطفلين الآخرين للموت في صمت، ثم تركهما عند مدخل عقار كأنهما غريبان.
وعندما رصدته كاميرات المراقبة وهو يحمل الجثتين الصغيرتين، كانت العدالة قد بدأت طريقها نحوه وبالتحقيق، انهار واعترف: “خلصت عليهم واحد ورا التاني... كنت خايف يفضحوني”.













0 تعليق