تواصل وزارة النقل تنفيذ واحد من أكبر مشروعات النقل الجماعي الحديثة في القاهرة الكبرى، وهو مشروع مونوريل شرق النيل الذي يمثل نقلة نوعية في البنية التحتية ووسائل المواصلات الذكية في مصر، تمهيدًا لتشغيله رسميًا في نوفمبر 2025. ويهدف المشروع إلى الربط بين شرق القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة عبر منظومة نقل آمنة، سريعة، وصديقة للبيئة، تعتمد على أحدث تكنولوجيا القيادة الذاتية.
المسار الكامل لمونوريل شرق النيل
يمتد خط مونوريل شرق النيل من محطة الاستاد بمدينة نصر حتى مدينة العدالة بالعاصمة الإدارية الجديدة بطول 56.5 كيلومتر، ويتكون من 22 محطة تم توزيعها بعناية لتخدم التجمعات السكنية والمناطق الحيوية، مع تحقيق التكامل بين وسائل النقل المختلفة في القاهرة الكبرى. ويُعد هذا الخط جزءًا من مشروع المونوريل المزدوج شرق وغرب النيل، الذي يبلغ طوله الإجمالي نحو 100 كيلومتر بعدد 35 محطة.
قائمة محطات مونوريل العاصمة الإدارية
يشمل المشروع مجموعة من المحطات الرئيسية التي تربط القاهرة بالعاصمة الجديدة، وجاءت أسماؤها كالتالي:
استاد القاهرة، هشام بركات، جامعة الأزهر، الحي السابع، المشير أحمد إسماعيل، جيهان السادات، المشير طنطاوي، وان ناينتي، المستشفى الجوي، النرجس، المستثمرين، اللوتس، جولدن سكوير، بيت الوطن، مسجد الفتاح العليم، الحي R2، حي المال والأعمال، مدينة الفنون والثقافة، الحي الحكومي، مسجد مصر، والعدالة.
مواصفات قطار مونوريل شرق النيل
يتكون القطار من 4 عربات في مرحلته الأولى، مع خطة مستقبلية لزيادتها إلى 8 عربات لمواكبة الكثافة السكانية المتزايدة في العاصمة الإدارية.
وتصل السرعة التصميمية للقطار إلى 90 كم/ساعة، بينما تبلغ السرعة التشغيلية نحو 80 كم/ساعة، بطاقة استيعابية تبلغ حوالي 560 راكبًا في القطار الواحد، أي ما يعادل 10 آلاف راكب في الاتجاه الواحد.
ويتميز القطار بأنه يعمل بنظام القيادة الذاتية دون سائق، ويُدار بالكامل من خلال مركز تحكم مركزي مزود بأحدث أنظمة المراقبة، والاستشعار، ورصد الحرائق والدخان، بما يضمن أقصى درجات الأمان للركاب.
كما تم تجهيز العربات بكاميرات مراقبة داخلية وخارجية، وشاشات رقمية لعرض المعلومات والرحلات، وخرائط مضيئة لمسار القطار، إلى جانب تجهيزات خاصة لذوي الهمم.
التصميم الحديث لمحطات مونوريل شرق النيل
حرصت وزارة النقل على أن تكون محطات مونوريل شرق النيل نموذجًا متطورًا من حيث البنية الهندسية والخدمات الذكية، إذ تحتوي كل محطة على 12 إلى 14 سلمًا كهربائيًا وعاديًا، بالإضافة إلى 4 مصاعد كهربائية لخدمة الركاب، ومسارات مخصصة للمكفوفين وضعاف البصر، وشاشات إلكترونية للرحلات، وأنظمة نداء صوتي للإرشاد.
ولأول مرة في مصر، تم تزويد الأرصفة بـ بوابات زجاجية (Screen Doors) لمنع دخول الركاب إلى المسار قبل توقف القطار، مما يرفع مستوى الأمان بشكل غير مسبوق.
كما أن التصميم القائم على الكمرة الخرسانية المعلقة يقلل من الضوضاء والانبعاثات ويحد من التكدس المروري في المحاور الحيوية للقاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية.
فوائد مشروع مونوريل شرق النيل
يساهم المشروع في تقليل استهلاك الوقود وخفض معدلات التلوث البيئي، ويُعد خطوة مهمة في اتجاه التحول إلى وسائل نقل كهربائية مستدامة، كما يعزز من سهولة التنقل بين شرق القاهرة والعاصمة الإدارية في زمن لا يتجاوز 60 دقيقة.
ويبلغ زمن التقاطر بين القطارات 3 دقائق فقط، بما يضمن انسيابية الحركة وتوفير الوقت للمواطنين.
كما يحقق المشروع التكامل مع باقي وسائل النقل الحديثة في مصر، حيث يرتبط مونوريل شرق النيل بالخط الثالث لمترو الأنفاق عند محطة الاستاد، وبالقطار الكهربائي الخفيف (LRT) عند محطة مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية، ليشكل بذلك محورًا رئيسيًا في شبكة النقل الذكي المتكاملة.
0 تعليق