"لغز ذهب الرايخ".. صائدة كنوز ألمانية تقترب من فك شيفرة الكنز النازي المدفون في جبال بافاريا

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد مرور أكثر من ثمانية عقود على نهاية الحرب العالمية الثانية، تعود إلى الواجهة أسطورة "ذهب هتلر المفقود"، التي شغلت المؤرخين وصائدي الكنوز لعقود طويلة، مع إعلان صائدة الكنوز الألمانية كورنيليا أوستلر اقترابها من حل لغز الكنز النازي المدفون في جبال بافاريا.

وتؤكد أوستلر بثقة لصحيفة ذا صن البريطانية: “أنا على يقين بأنني أقترب من اكتشاف كبير”.
 

كنز الرايخ المفقود.. الحكاية من البداية

تعود القصة إلى الأسابيع الأخيرة من عمر النظام النازي عام 1945، حين كانت برلين تنهار أمام زحف قوات الحلفاء.

في تلك الأيام المضطربة، أرسل أدولف هتلر قوافل ضخمة من العاصمة الألمانية محمّلة بآخر ما تبقى من ثروات الرايخ الثالث إلى الجنوب البافاري، أملًا في إخفائها عن الأعداء.

كانت تلك القوافل تحمل مئات السبائك الذهبية وعشرات الصناديق المليئة بالعملات النادرة، إضافة إلى ملايين الدولارات من العملات الأجنبية تُقدّر قيمتها اليوم بمليارات الجنيهات الإسترلينية.

بحيرة فالخنزي.. قلب الأسطورة

تشير الروايات التاريخية إلى أن القوافل النازية وصلت إلى منطقة فالخنزي، وهي بحيرة جبلية نقية في جبال الألب، حيث تم دفن الكنز في مواقع متفرقة.

وعلى الرغم من أن القوات الأمريكية استرجعت لاحقًا جزءًا من هذه الثروة، فإن الجزء الأكبر ظل لغزًا غامضًا لم يُكشف عنه حتى اليوم.

 

كورنيليا أوستلر.. تسير على خطى والدها

تبلغ كورنيليا أوستلر 40 عامًا، وتعتبر مطاردتها للكنز "مهمة عائلية"، إذ تتابع ما بدأه والدها الراحل راينهولد أوستلر، أحد أبرز صائدي الكنوز في ألمانيا.

وتقول: “كانت الفوضى في الأيام الأخيرة من الحرب هائلة، تم نقل ودفن الكثير من الأشياء على عجل، وربما أُخفي بعضها عمدًا. التاريخ مليء بالثغرات، وهذه الثغرات هي ما أحاول استكشافه”.

 

وقد عثرت كورنيليا مؤخرًا على شارة نازية تعود لعام 1934 بالقرب من بحيرة فالخنزي، تعتقد أنها دليل ميداني يقربها من الموقع الصحيح للكنز.

دعم تاريخي من الباحثين

تعمل أوستلر حاليًا بالتنسيق مع المؤرخ البريطاني إيان ساير، مؤلف كتاب "ذهب النازيين"، الذي وثّق تفاصيل مذهلة عن عمليات تهريب الذهب في ربيع عام 1945.

ويكشف ساير أن الحلفاء استولوا على نحو 93% من احتياطي الذهب الألماني في منجم "ميركرز"، فيما تم تهريب البقية بأوامر من هتلر إلى بافاريا.

ويضيف المؤرخ: "الكثير من الكنوز لا تزال مفقودة. فقد شارك عدد كبير من الأشخاص في عمليات النقل، وكلٌّ كان يحمل كميات مختلفة من الذهب والعملات، مما تسبب في فوضى وسوء توثيق."

من بافاريا إلى سويسرا.. رحلة غامضة

وفق روايات شهود عيان ومصادر محلية، فإن جزءًا من الذهب تم تهريبه إلى سويسرا عقب سقوط الرايخ.

ويروي ساير أن سكان بلدة غارميش-بارتنكيرشن القريبة من الموقع المفترض للكنز، ظهروا بعد الحرب وهم يقودون سيارات فاخرة من نوع بورشه وبي إم دبليو دون مصدر واضح لثرواتهم.

ويشير المؤرخ إلى أن "الكنز ربما ما زال مدفونًا في جبال شتاينريغل"، مؤكدًا أن احتمالات العثور عليه ما زالت قائمة رغم مرور الزمن.

تفاصيل الكنز المفقود بحسب السجلات النازية:

4 صناديق يُعتقد أنها تحتوي على سبائك ذهبية.

25 صندوقًا من الذهب، يزن كل منها 50 كغم ويضم 4 سبائك.

كيسان من العملات الذهبية.

6 صناديق يُعتقد أنها تحتوي على عملات دنماركية.

11 صندوقًا تضم ذهبًا بوزن إجمالي 150 كغم.

20 صندوقًا محكمة الإغلاق تحتوي على عملات ذهبية.

89 كيسًا من العملات الأجنبية تضم أكثر من 2.4 مليون دولار أمريكي، و230 ألف جنيه إسترليني، وملايين من الفرنكات الفرنسية والسويسرية، إضافة إلى الجنيهات المصرية والليرات الإيطالية والجنيهات الفلسطينية وعملات تركية وبرتغالية ونرويجية.

رغم مرور أكثر من ثمانين عامًا، لا تزال قصة "ذهب هتلر المفقود" أسطورةً تجمع بين الغموض والتاريخ، وتثير فضول الباحثين وصائدي الكنوز.

وبينما تواصل كورنيليا أوستلر بحثها في جبال بافاريا، يبقى السؤال قائمًا:

هل سيُكشف يومًا عن الكنز الذي أراد هتلر أن يُخفيه إلى الأبد؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق