شنت روسيا هجومًا جديدًا بطائرات مسيرة على العاصمة الأوكرانية كييف في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، مستهدفة مبان سكنية، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 26 مصابًا بينهم 6 أطفال، بحسب ما نقلت صحيفة “كييف إندبندنت” الأوكرانية عن مسؤولين أوكرانيين.
وأشارت الصحيفة الأوكرانية إلى أنه سمع دوي انفجارات متتالية نحو الساعة 2:35 صباحًا بالتوقيت المحلي، فيما أعلنت السلطات تفعيل أنظمة الدفاع الجوي داخل المدينة خلال الهجوم.
أضرار جسيمة في أحياء سكنية
أفاد عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، بأن طائرة مسيرة روسية أصابت مبنى من تسعة طوابق في حي ديسنيانسكي، ما تسبب في تدمير الطابقين الثاني والثالث منه، بينما تضررت منشأة سكنية أخرى من 16 طابقًا في الحي نفسه جراء سقوط حطام طائرة مُسيرة.
كما اندلع حريق في أحد المباني المجاورة، وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي ألسنة اللهب تلتهم الواجهة الخارجية، وفق الصحيفة.
وقالت الإدارة العسكرية في كييف عبر تطبيق "تليجرام": إن "الجميع يتلقون المساعدة الطبية اللازمة، وبعض المصابين نُقلوا إلى المستشفيات".
تجدد الهجمات بعد قصف صاروخي سابق
يأتي الهجوم على كييف بعد ليلة واحدة فقط من قصف روسي بصواريخ باليستية أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين.
وتواصل موسكو استهداف المدن الأوكرانية، بما فيها العاصمة، بطائرات مسيّرة منذ بدء الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022، مع تكثيف الضربات مؤخرًا ضد البنية التحتية للطاقة، ما أجبر كييف على تنفيذ انقطاعات في التيار الكهربائي.
وحذر كليتشكو في 23 أكتوبر من أن كييف تستعد لـ"الشتاء الأصعب منذ بدء الغزو"، في ظل استمرار استهداف محطات الكهرباء والمياه.
وأشار إلى أن السلطات تعمل على تعزيز الملاجئ ونقاط الإمداد بالكهرباء استعدادًا لأي انقطاعات طويلة.
زيلينسكي يجدد مطالبه بأنظمة باتريوت
تزامن القصف مع دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجددًا إلى تزويد بلاده بأنظمة دفاع جوي متطورة من طراز "باتريوت"، قائلًا إن أوكرانيا "بحاجة إلى حماية مدنها من هذا الرعب المستمر".
ونوه بأن الهجمات المتكررة تظهر حاجة كييف لإمدادات مستمرة من الأسلحة الغربية، مشيرًا إلى أن "مئات الطائرات المسيرة قد تُطلق في ليلة واحدة" ضد أوكرانيا.
تطورات في موسكو ومحاولات وساطة فاشلة
في موسكو، أعلن عمدة المدينة سيرجي سوبيانين، أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت طائرة مُسيرة كانت متجهة نحو العاصمة الروسية في الوقت ذاته.
من جهة أخرى، ذكرت شبكة سي "إن إن" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول مؤخرًا تحريك جهود وساطة بين موسكو وكييف، إلا أن محاولاته لم تحقق أي تقدم ملموس.
وصرح ترامب أثناء سفره على متن طائرة الرئاسة الأمريكية إلى ماليزيا، حيث يُطلق خمسة أيام من الدبلوماسية السريعة في المنطقة، بأنه ألغى لقاءً كان مزمعًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلًا: "يجب أن أكون على يقين من أننا سنصل إلى اتفاق حقيقي، وإلا فلن أضيع وقتي".
وأشار ترامب إلى أنه كان يتوقع أن يكون حل النزاع أسهل مما هو عليه، مضيفًا: "أبرمت صفقات أصعب من تلك، لكن الحرب الروسية الأوكرانية كانت مخيبة للآمال في كل محاولات التسوية".











0 تعليق