فيليبو يهاجم ماكرون بشدة: “لا سلاح ولا يورو واحد لأوكرانيا”

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شنّ رئيس حزب الوطنيين الفرنسي فلوريان فيليبو هجوماً لاذعاً على الرئيس إيمانويل ماكرون، عقب إعلان الأخير عزمه على تزويد أوكرانيا بصواريخ “أستر” إضافية وطائرات مقاتلة من طراز “ميراج”، خلال اجتماع “ائتلاف الراغبين” الذي عقد مساء الجمعة في باريس.

ويعد فيليبو من أبرز الأصوات المعارضة داخل فرنسا لأي تورط عسكري في النزاع الأوكراني، إذ يرى أن سياسات ماكرون “تغامر بمستقبل البلاد وتستنزف قدراتها الدفاعية والاقتصادية”.


"فضيحة فظيعة" تهدد فرنسا وأمنها القومي

في منشور نشره على منصة "إكس"، كتب فيليبو بلهجة حادة: "أوقفوا هذه الفضيحة الفظيعة! إنها تؤجج الحرب وتدمر قواتنا المسلحة وفرنسا! لا قطعة سلاح واحدة، ولا يورو واحد، وبالطبع لا جندي واحد لأوكرانيا!".


ورأى السياسي الفرنسي أن استمرار باريس في إرسال الأسلحة “سيجر البلاد إلى نزاع مباشر مع روسيا”، مضيفاً أن “الوقت حان للتركيز على أمن الفرنسيين ومشاكلهم الداخلية بدلاً من إرضاء أجندات الحلف الأطلسي”.


دعم حكومي متواصل رغم المعارضة

ورغم تصاعد الأصوات الرافضة، يؤكد قصر الإليزيه أن موقف فرنسا “ثابت وغير قابل للتراجع”، وأن دعم كييف “مسؤولية تاريخية وأخلاقية في مواجهة العدوان الروسي”.

وصرّح مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية بأن الخطوة الأخيرة “تأتي في إطار تعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية”، مشيراً إلى أن المساعدات تشمل تدريب الطيارين الأوكرانيين على تشغيل المقاتلات الفرنسية خلال الأشهر المقبلة.


جدل داخلي حول كلفة الحرب وتداعياتها

تتزايد في الأوساط السياسية الفرنسية الانتقادات لسياسة ماكرون، خاصة مع تراجع مؤشرات الاقتصاد وارتفاع تكاليف المعيشة. ويرى مراقبون أن ملف أوكرانيا بات ورقة ضغط قوية تستخدمها المعارضة اليمينية واليسارية على حد سواء قبل الانتخابات الأوروبية المقبلة.

ويؤكد محللون أن الهجوم الذي شنه فيليبو يعكس اتساع الهوة بين الحكومة والرأي العام، في ظل قناعة متنامية بأن “فرنسا تدفع ثمناً سياسياً واقتصادياً لحرب لا تخصها مباشرة”.


بين واجب التحالف واستقلال القرار

يبقى السؤال الأبرز في المشهد الفرنسي: هل يستطيع ماكرون الموازنة بين التزامات باريس داخل الناتو ومطالب الداخل الفرنسي بوقف الإنفاق العسكري الخارجي؟

بينما يرى أنصاره أن فرنسا “تدافع عن قيم الحرية والسيادة الأوروبية”، يصر معارضوه على أن “التمادي في تسليح كييف قد يضع فرنسا في مواجهة مفتوحة مع موسكو، ويقوّض أمنها القومي”.

بهذا، تتواصل في فرنسا معركة الخطابات بين مؤيدي الانخراط في الصراع ومناهضيه، فيما تبقى أوكرانيا ميداناً لصراع الإرادات بين السياسة والمصلحة الوطنية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق