ترامب: الولايات المتحدة استعادت مليارات الدولارات من الرسوم الجمركية

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في تصريحات جديدة أثارت اهتمام المراقبين الاقتصاديين والسياسيين، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، إن الولايات المتحدة استعادت الكثير من الأموال بفضل الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارته خلال الفترة الماضية على عدد من الدول، مؤكدًا أن الحزب الجمهوري فعل كل ما بوسعه للتعامل مع أزمة الإغلاق الحكومي التي ألقت بظلالها على مؤسسات الدولة الفيدرالية.

علاقات ممتازة مع الصين رغم الخلافات

وجاءت تصريحات ترامب خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان” أثناء توجهه إلى ماليزيا للمشاركة في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، حيث تطرّق إلى الملفات الاقتصادية والدبلوماسية الأكثر حساسية في جدول أعماله الدولي.

وأكد ترامب أن بلاده تتمتع بعلاقات ممتازة مع الصين، مشددًا على أن العلاقات الشخصية التي تربطه بالرئيس الصيني شي جين بينج ما زالت "جيدة وقوية" رغم التوترات والخلافات 

وقال ترامب: "نحن نتمتع بعلاقات جيدة للغاية مع الصين، والرئيس شي صديق لي، وسنبحث قريبًا الأزمة الروسية الأوكرانية خلال اجتماعنا المقبل."

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وبكين توازنًا دقيقًا بين التنافس والتعاون، إذ تتشابك مصالح البلدين في ملفات التجارة والطاقة والتكنولوجيا، بينما تظل الأزمة الأوكرانية اختبارًا حقيقيًا لتأثير الصين في الموقف الدولي من الحرب.

الرسوم الجمركية.. سلاح ترامب الاقتصادي

جدير بالذكر يتبنّى ترامب منذ توليه الرئاسة نهجًا يعتمد على الحمائية الاقتصادية وفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات الصينية والأوروبية، بهدف تقليص العجز التجاري وحماية الصناعات الأمريكية

وبحسب مراقبين، فإن هذه السياسة ساهمت في استعادة مليارات الدولارات للخزانة الأمريكية، لكنها في المقابل أدت إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وأسعار السلع داخل الولايات المتحدة، وأثارت توترات تجارية عالمية دفعت بعض الحلفاء إلى الرد بإجراءات مضادة.

تحليل: آثار متشابكة لسياسات ترامب

ومن جانبهم يرى خبراء الاقتصاد الدولي أن تصريحات ترامب تعكس تمسكه برؤيته الاقتصادية القائمة على مبدأ "أمريكا أولاً"، وهي رؤية تمنحه تأييدًا واسعًا داخل القاعدة الجمهورية، لكنها تثير مخاوف الأسواق العالمية من احتمال عودة الحروب التجارية.

وفي الجانب السياسي، تؤكد مواقف ترامب تجاه الصين وروسيا أن الإدارة الأمريكية تسعى لإعادة صياغة ميزان القوى الدولي عبر الضغط الاقتصادي والمناورة الدبلوماسية، في وقت تتزايد فيه التحديات الجيوسياسية في شرق آسيا وأوروبا الشرقية.

ويشير محللون إلى أن استمرار ترامب في هذه السياسات، في حال عودته إلى البيت الأبيض، قد يعيد رسم خريطة التجارة الدولية ويُحدث تغييرات جذرية في التحالفات الاقتصادية والسياسية، ما بين دول تسعى للاستفادة من التوترات، وأخرى تحاول تجنب الانخراط في حرب اقتصادية مفتوحة.

بين المكاسب المالية والانعكاسات العالمية

ورغم ما حققته الرسوم الجمركية من عوائد مالية مباشرة للولايات المتحدة، إلا أن السياسات الحمائية لترامب تركت آثارًا معقدة على الاقتصاد العالمي.

فبينما يراها أنصاره خطوة لإحياء الصناعة الأمريكية واستعادة هيبة الاقتصاد الوطني، يصفها المنتقدون بأنها سياسات قصيرة الأمد تُقوّض النظام التجاري الدولي وتفتح الباب أمام عصر جديد من المنافسة الاقتصادية المحتدمة بين القوى الكبرى

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق