جلسة خاصّة بالشرق الأوسط في المؤتمر السادس لمجلس الكنائس العالمي

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الشرق الأوسط، أبرز تحدّياته وهواجس الوحدة المسيحيّة فيه… عناوين ومسائل نقلت صورة حقيقيّة عن واقع تعيشه المنطقة منذ عقود، عاكسة تطلّعات أبنائها إلى العالم أجمع، هذا ما حملته إحدى جلسات اليوم الأوّل من المؤتمر العالمي السادس للجنة الإيمان والنظام في مجلس الكنائس العالمي، الّذي ينعقد تحت عنوان "أين نحن الآن من الوحدة المرئيّة"، وذلك بين 24 و29 أكتوبر 2025، في مركز لوغوس البابوي في وادي النطرون - مصر.

استُهلّت الجلسة بكلمة للأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس الّذي شدّد على أنّ "الوحدة المسيحيّة هي أوضح بكثير ممّا نعتقد… المسيح واحد ونحن واحد، باسمه نحتفل بالحياة والخلاص".

 وقال: "كمسيحيّين، نُنشئ العديد من الشراكات في ما بيننا… المسيحيّون يقبلون بعضهم البعض رغم اختلافاتهم. نحن في اتّجاه واحد… الوحدة موجودة، لكن علينا أن نعرف كيف نعيشها".

أدار الجلسة الّتي كانت من تنظيم مجلس كنائس الشرق الأوسط، الأب د. أنطوان الأحمر، مدير دائرة الشؤون اللّاهوتيّة والعلاقات المسكونيّة في المجلس، الّذي أشار في كلمته إلى أنّ "الشرق الأوسط ليس فقط مهد المسيحيّة، بل هو أيضًا شهادة حيّة على صمود الإيمان وتحوّله وحيويّته عبر العصور. هنا، تحوّلت شهادة الإيمان إلى استشهاد (وما زالت حتّى اليوم)، وشهد المدافعون عن الإيمان، مثل القدّيس أثناسيوس وآباء الكنيسة الأوائل، بشجاعة على حقيقة الإنجيل".

وأضاف "تسعى هذه الجلسة إلى تعميق فهمنا للإيمان المسيحي في الشرق الأوسط - إيمان صاغه التاريخ، وأغناه التنوّع، وخضع لاختباراتٍ اجتماعيّة وسياسيّة ودينيّة معقّدة".

من ثمّ، كانت كلمة لنيافة الأنبا هرمينا، الأسقف العام، من الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، الّذي تطرّق في كلمته إلى عناوين أربعة وهي الإيمان المسيحي، جذورٌ ضاربة في عمق التربة الشرق أوْسَطية، الإيمان المسيحي في الشرق الأوسط، إيمان حيّ متألم، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، شاهد حي للإيمان الرسولي، وواقع الكنيسة المسيحية اليوم في الشرق الأوسط، التحدّيات والفرص.

وخلص في كلمته إلى التأكيد على أنّ "الإيمان المسيحي في الشرق الأوسط ليس مجرد تراث، بل حياة متجددة بالروح القدس. هو رسالة أمانة - أمانة جذور، وأمانة حاضر، وأمانة مستقبل".

بعدها، ألقت حضرة القسّيسة د. ريما نصرالله، عميدة كليّة اللّاهوت في الشرق الأدنى، لبنان، كلمة لفتت فيها إلى أنّه في منطقة الشرق الأوسط "حيث يُستخدم اسم الله والدين لتبرير العنف والقمع، ولطرد الآخر وتشويه سمعته وإقصائه؛ علينا أن نتقبّل المخاطر! نتقبّل المخاطر لأنّنا نؤمن بدورنا في تغيير مجتمعاتنا، ونحن أبناء هذه الأرض، نعرف ثقافتها ونشارك في ألمها، نستطيع أن نؤدّي هذا الدور على أكمل وجه.

وتابعت "نتقبّل المخاطر لنواجه الكراهية بالحبّ، والألم بالفهم، والمعاناة بالرحمة. نتقبّل هذه المخاطر معًا، ككنائس الشرق الأوسط، وندعوكم جميعًا أيضًا الّا تخجلوا من المخاطر، بل أن تسيروا معنا كرفاق متساوين، ليس لضمان بقائنا، بل من أجل الحياة الّتي نشاركها مع الأكثر ضعفًا بيننا".

أمّا الكلمة التّالية فكانت للأب د. كرم شماشة، رئيس الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل، العراق، الّذي قال أنّ: "مسيحيي الشرق الأوسط، بشهادتنا في العراق، لبنان، سوريا، فلسطين وكل الدول التي يعاني فيها المسيحيين من الاضطهاد يثيرون "فهمنا العالمي للإيمان والوحدة" بتعليمنا أن الإيمان ليس مجرد عقيدة نتلوها، بل هو حياة نحياها بشهادة العمل وبشهادة الوجود، وإذا لزم الأمر، نموت من أجلها…".

وأضاف "ليتنا، كنيسة عالمية، نعمل معًا للعيش جديرين بشهادة المسيحيين المضطهدين ونستجيب لدعوتهم لوحدة ليست منطوقة فحسب، بل منظورة حقًّا، من خلال التضامن والشركة".

في الختام، توجّه قدس الأرشمندريت يعقوب خليل، عميد معهد القديس يوحنّا الدمشقي اللاهوتي في جامعة البلمند، لبنان، بكلمة عبّر فيها عن مدى معاناة أبناء المنطقة مشدّدًا على عمق إيمانهم الصلب في مواجهة كلّ التحدّيات.

وأشار إلى أنّ "المسيحيّين في الشرق الأوسط أحيوا إيمانهم بفضل معلّميهم، ليس فقط بالكلام، بل بتكريس حياتهم للمسيح".

وعرض د. عودة قوّاس، عضو اللّجنة التنفيذيّة في مجلس الكنائس العالمي، وعضو اللّجنة التنفيذيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط، معاناة أبناء فلسطين لا سيّما المسيحيّين منهم وأبرز التحدّيات الّتي يواجهونها اليوم.

من هنا، شكّلت هذا الجلسة المخصّصة للشرق الأوسط فرصة جديدة تضيء على آمال أبنائها وعزيمتهم على البقاء والثبات والوجود.

الجلسة
الجلسة
الجلسة
الجلسة
الجلسة
الجلسة
الجلسة
الجلسة
الجلسة
الجلسة
الجلسة
الجلسة
الجلسة
الجلسة
الجلسة
الجلسة
الجلسة
الجلسة
الجلسة
الجلسة
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق