في رسالة شديدة اللهجة، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيراته إلى حركة حماس في حال عدم التزامها باتفاق غزة ستواجه إبادة شاملة، كما استخدم لهجة أكثر حدة تجاه إسرائيل في حال استمرت في عملية فرض السيادة على الضفة الغربية بأنها ستفقد الدعم الكامل من جانب الولايات المتحدة الأمريكية. 

كواليس اتفاق غزة 

هذه التصريحات جاءت خلال حوار مطول أجرته مجلة "التايم الأمريكية" و وأطلعنا عليه حيث كشفت خلالها عن كواليس ليس اتفاق غزة فحسب وإنما الخلافات التي دارت بين ترامب ونتنياهو بسبب السياسات الأحادية من جانب إسرائيل والتي تطيل من أمد الصراع والتوترات في المنطقة. 

وكشف ترامب للمجلة الأمريكية إنه قال لنتنياهو لا يستطيع مواجهة العالم بمفرده وقال: "بيبي، لا يمكنك محاربة العالم. يمكنك خوض معارك فردية، لكن العالم ضدك".

ترامب: أنوي زيارة غزة 

كما أشارت المجلة نقلاً عن ترامب إنه ينوي زيارة غزة قريبًا، حيث يضع شركاء الولايات المتحدة خطة لإعادة إعمار القطاع. ويتصور قريبًا تكاملًا اقتصاديًا أكبر بين إسرائيل وجيرانها العرب في المنطقة. 

وحول هجوم إسرائيل على العاصمة القطرية الدوحة، قال ترامب: "كان ذلك فظيعًا"، واصفًا القرار بأنه "خطأ تكتيكي" من جانب نتنياهو. ومع ذلك، بالنسبة للمفاوضين الأمريكيين، مثّل الهجوم أيضًا فرصة. كان الهجوم بمثابة تحذير للقادة العرب بأن الحرب في غزة لن تقتصر على غزة.

هجوم قطر فرصة لصنع السلام 

وأشارت إلى أن ترامب رأي الهجوم فرصةً لاستغلال الغضب من الهجوم لحثّ قادة المنطقة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وقال ترامب: "كان هذا أحد العوامل التي جمعتنا جميعًا. كان الأمر غريبًا لدرجة أنه دفع الجميع إلى القيام بما يجب عليهم فعله. لو حُرمنا من ذلك، لما كنا نتحدث عن هذا الموضوع الآن".

وذكرت المجلة أن ترامب حدد موعد للقاء قادة الدول العربية في قاعة واسعة بالأمم المتحدة في رأس السنة العبرية على خلفية اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وانضم إليه ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو، وبدأ ترامب الجلسة، كما يقول مسؤولون أمريكيون، بخطاب مطول حول إنهاء القتل وتحقيق سلام دائم، وهو الهدف الذي استعصى على رجال الدولة منذ تأسيس إسرائيل. ثم تجول حول الطاولة، طالبًا المشورة من كل قائد. 

اكتسبت المفاوضات زخمًا منذ ذلك الحين. ساهم القادة الإقليميون، بمن فيهم الأتراك والقطريون، في الضغط على حماس. وقدّمت تركيا، دعمًا من خلال توفير الحماية لقادة حماس السياسيين من الغارات الإسرائيلية في حال انضمامهم إلى طاولة المفاوضات. 

ترامب يحذر حماس بالإبادة الشاملة

مارس ترامب ضغوطًا أيضًا، محذرًا من أنه إذا رفضت الجماعة المسلحة نزع سلاحها أو حاولت تقويض الاتفاق، فستواجه "الإبادة الكاملة". كان المطلب واضحًا: إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين، وليس على مراحل. يقول ترامب: "قلتُ: كفى من ذلك. أنتم تُسلموننا الرهائن اللعينين، جميعهم".

وأشارت المجلة إلى أن ترامب قد لا يكترث بتفاصيل وضع غزة بعد الحرب طالما أنه يستطيع أن ينسب لنفسه الفضل كصانع سلام. لكن من الصعب التفاوض في غياب قيادة فلسطينية موحدة، وهي ديناميكية أمضى نتنياهو عقودًا في ترسيخها بإبقاء حماس في غزة والسلطة الفلسطينية بقيادة فتح في الضفة الغربية منقسمة. وقال ترامب: "ليس لديهم قائد الآن. على الأقل قائد واضح. وهم لا يريدون ذلك حقًا، لأن جميع هؤلاء القادة قد قُتلوا. إنها ليست مهمة سهلة".

ترامب: أقدر محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية لكن لن يقود غزة بعد الحرب 

وأضاف ترامب:" اقدر محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، لكنه من غير المُرجّح أن يكون الشخص المُناسب لقيادة غزة ما بعد الحرب". 

وأحد الخيارات هو دعوة إسرائيل للإفراج عن مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح المُعتقل، والذي قضى أكثر من عقدين خلف القضبان بتهمة توجيهه قتل أربعة إسرائيليين وراهب أرثوذكسي يوناني خلال الانتفاضة الثانية. وقال ترامب:" يعتقد العديد من المُراقبين الإقليميين أن البرغوثي هو الشخصية الوحيدة القادرة على توحيد الفلسطينيين؛ وتُظهر استطلاعات الرأي أنه مُرشّح رئيسي في انتخابات افتراضية لرئاسة السلطة الفلسطينية". 

كما حذر ترامب من ضم الضفة الغربية وقال أن مثل هذه الخطوة ستواجه مقاومة أمريكية شرسة. وأكد ترامب: "لن يحدث ذلك لأنني وعدت الدول العربية بذلك. ستفقد إسرائيل كل دعم الولايات المتحدة لها إذا حدث ذلك".