تُعد أنيميا نقص الحديد من أكثر أنواع الأنيميا شيوعًا في مصر والعالم، وتؤثر بشكل خاص على السيدات والأطفال بسبب زيادة احتياج الجسم للحديد في مراحل معينة من العمر، ومع انتشار النصائح عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول إمكانية علاجها من خلال الغذاء فقط، كان لابد من توضيح الحقيقة الطبية وراء هذا الأمر من خلال رأي الخبراء.
التغذية وحدها لا تكفي لعلاج أنيميا نقص الحديد
أكد الدكتور محمد فطين، أستاذ مساعد واستشاري أمراض الدم، في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، أن علاج أنيميا نقص الحديد لا يمكن الاعتماد فيه على التغذية فقط، موضحًا أن “المريض الذي يعاني من نقص حديد حقيقي لا يمكنه تعويض هذا النقص من خلال الطعام وحده، لأن الجسم لا يستطيع امتصاص كميات كافية من الحديد الغذائي لإصلاح النقص الموجود”.
وأضاف الدكتور فطين، أن التغذية السليمة قد تساعد فقط في الحفاظ على مستوى الحديد الطبيعي في الجسم بعد العلاج، لكنها لا تستطيع رفع الحديد إلى المستوى المطلوب إذا كان هناك نقص فعلي، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي للأنيميا في أغلب الحالات هو سوء التغذية المزمن أو فقدان الدم المستمر، كما يحدث عند السيدات اللاتي يعانين من دورات شهرية غزيرة.
أهمية التشخيص والعلاج الطبي
وأوضح فطين أن كل حالة تحتاج لتقييم دقيق من قبل طبيب أمراض الدم لتحديد سبب النقص وشدته، مضيفًا: “في بعض الحالات نكتفي بأدوية الحديد الفموية أو الحقن، بينما في حالات أخرى نضطر إلى اللجوء لنقل الدم لتعويض الفقد الكبير، خاصةً عندما تكون الأنيميا شديدة أو مصحوبة بأعراض خطيرة مثل الدوخة والإجهاد وصعوبة التنفس”.
وأكد أن العلاج الذاتي أو الاعتماد على المكملات دون إشراف طبي قد يؤدي إلى مضاعفات، مثل زيادة الحديد في الدم أو تأخر التشخيص، موضحًا أن الطبيب وحده هو القادر على تحديد الجرعة المناسبة ونوع العلاج اللازم لكل مريض.
التغذية جزء داعم للعلاج
وأشار الدكتور فطين إلى أن التغذية تلعب دورًا مساعدًا في خطة العلاج، إذ يُنصح بتناول أطعمة غنية بالحديد مثل الكبدة، السبانخ، البقوليات، العسل الأسود، واللحوم الحمراء، مع التركيز على فيتامين “C” الذي يُساعد على امتصاص الحديد بشكل أفضل. كما نبه إلى ضرورة تجنب شرب الشاي أو القهوة بعد الوجبات مباشرة لأنها تقلل من امتصاص الحديد الغذائي.
0 تعليق