مدير سياحة أسوان: تعامد الشمس يجسد عبقرية المصريين القدماء في الفلك والهندسة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال ياسر جاد، مدير عام وزارة السياحة بأسوان، إن ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني تعد واحدة من الظواهر الفلكية الفريدة والنادرة. 

وأوضح خلال مداخلة هاتفية مع فضائية النيل للأخبار، اليوم الأربعاء، أن هذه الظاهرة تحدث مرتين في العام، في 22 فبراير و22 أكتوبر، مشيرًا إلى أن حوالي 4000 زائر حضروا هذا الحدث العظيم.

وأضاف جاد أن الزوار من دول مختلفة مثل إسبانيا واليابان والصين وأمريكا وفرنسا، أقبلوا بشكل كبير على مشاهدة الظاهرة، وكانوا منبهرين بعظمة التاريخ المصري والحضارة الفرعونية، إضافة إلى دقة الهندسة الفلكية التي أظهرتها الظاهرة. 

وأكد أن بعض السياح كانوا ينتظرون الحدث من الساعة 3 صباحًا، حيث توافدوا منذ منتصف الليل ليشهدوا لحظة تعامد الشمس، التي تستمر لمدة 22 دقيقة على وجه الملك رمسيس الثاني داخل قدس الأقداس، في مشهد يبدو وكأن الشمس تعيد الحياة إليه لفترة قصيرة.

وتابع أن وزارة الثقافة كانت حاضرة في الحدث، حيث توافدت فرق شعبية لتقديم العروض الترفيهية في المدينة، مما أضاف بعدًا ثقافيًا وتفاعليًا لهذا الحدث الفريد.

وأشار “جاد” إلى أن ظاهرة تعامد الشمس تعتبر من أعجب وأدق الظواهر الفلكية في التاريخ البشري، وهي دليل قاطع على براعة المصريين القدماء في علم الفلك والهندسة وكذلك في الرمز الديني. ففي دقائق معدودة، تمتد أشعة الشمس لتضيء وجوه ثلاثة تماثيل من أصل أربعة هي المعبود رع-حوراختي، وآمون رع، والملك رمسيس الثاني نفسه، بينما يظل وجه بتاح، إله الظلام والعالم السفلي، غارقًا في الظل. ويعتبر هذا المشهد رمزًا يجمع بين النور والإله والعظمة الإنسانية.

واختتم أن هذه الدقة الفلكية المدهشة لم تكن نتيجة للصدفة، بل كانت ثمرة المعرفة العميقة التي امتلكها المصريون القدماء حول حركة الشمس والكواكب، وفهمهم الدقيق للتقويم الفلكي والفصول الزراعية والاحتفالات الدينية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق