بلغ استخدام الفحم مستوى قياسي في جميع أنحاء العالم العام الماضي، على الرغم من الجهود المبذولة للتحول إلى الطاقة النظيفة، ما يُهدد مساعي العالم للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، وفقًا للتقرير السنوي عن حالة العمل المناخي، الصادر يوم الأربعاء، وفقًا لما نقلته صحيفة “الجارديان" البريطانية.
جاء في التقرير الصادر عن معهد الموارد العالمية، أن "حصة الفحم في توليد الكهرباء انخفضت مع ازدياد استخدام الطاقة المتجددة، لكن الزيادة العامة في الطلب على الطاقة أدت إلى زيادة استخدام الفحم بشكل عام".
رسم التقرير صورة قاتمة لفرص العالم في تجنب الآثار المتزايدة الشدة لأزمة المناخ، فالدول تتخلف عن تحقيق الأهداف التي حددتها لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتي استمرت في الارتفاع، وإن كان بمعدل أقل من ذي قبل.
قالت كليا شومر، الباحثة المشاركة في معهد الموارد العالمية، الذي قاد التقرير: "لا شك أننا نسير على الطريق الصحيح إلى حد كبير، لكننا لا نتحرك بالسرعة الكافية، ومن أكثر النتائج المثيرة للقلق التي توصلنا إليها في تقييمنا أن جهود التخلص التدريجي من الفحم، وللمرة الخامسة على التوالي، لا تزال بعيدة عن المسار الصحيح".
التحول إلى الطاقة النظيفة لا يزال بطيئًا عن المسار المطلوب
وأكدت الصحيفة البريطانية، أنه في حال أراد العالم الوصول إلى انبعاثات كربونية صافية صفرية بحلول عام 2050، وذلك للحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، كما هو منصوص عليه في اتفاقية باريس للمناخ، فيجب على المزيد من القطاعات استخدام الكهرباء بدلًا من النفط أو الغاز أو أنواع الوقود الأحفوري الأخرى.
وأشارت إلى أن هذا لن ينجح إلا إذا تحول إمدادات الكهرباء العالمية إلى نظام منخفض الكربون.
وقالت شومر: "المشكلة هي أن نظام الطاقة الذي يعتمد على الوقود الأحفوري له آثار هائلة متتالية ومتتالية".
وتابعت: "الرسالة في هذا الصدد واضحة للغاية، لن نحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية إذا استمر استخدام الفحم في تحطيم الأرقام القياسية".
قادة دول يدعمون الوقود الأحفوري رغم التحذيرات المناخية
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه على الرغم من أن معظم الحكومات يُفترض أن تسعى إلى "التخلص التدريجي" من استخدام الفحم بعد التزامٍ قُطع عام ٢٠٢١، إلا أن بعضها يُمضي قدمًا في استخدام أكثر أنواع الوقود تلويثًا.
احتفل رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بتجاوز إنتاج الفحم مليار طن هذا العام، وفي الولايات المتحدة، أعلن الرئيس دونالد ترامب دعمه للفحم وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى.
لم تُسفر جهود ترامب لوقف مشاريع الطاقة المتجددة، وإلغاء التمويل والحوافز للتحول إلى مصادر طاقة منخفضة الكربون، عن نتائج ملموسة حتى الآن في شكل ارتفاع في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لكن التقرير أشار إلى أن هذه الجهود سيكون لها تأثير في المستقبل، على الرغم من أن دولًا أخرى، بما في ذلك الصين والاتحاد الأوروبي، قد تُخفف من تأثيرها من خلال الاستمرار في تفضيل مصادر الطاقة المتجددة.
0 تعليق