أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قواته ستبقى في المناطق التي سيطرت عليها داخل الجنوب السوري، وفي محيط جبل الشيخ، مشيرًا إلى أن هذا الوجود يهدف إلى ضمان الأمن ومنع أي تهديدات محتملة. وأوضح أن الهدف الأساسي يتمثل في التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري يقضي بتجريد جنوب غرب سوريا من السلاح، مع ضمان حماية الدروز في تلك المناطق.
وأكد نتنياهو أن حكومته لن تسمح بأي اعتداء يستهدف الدروز، وأنها تعمل على تحقيق استقرار أمني من خلال نزع السلاح من الجنوب السوري.
وأضاف أن التواجد الإسرائيلي في المنطقة جاء استجابةً لمخاوف أمنية متزايدة على الحدود الشمالية.
تخلٍ عن هدنة 1974 وتقدم ميداني نحو دمشق
شهدت الأشهر الماضية توغلاً إسرائيليًا متصاعدًا في المنطقة المنزوعة السلاح، ما أدى إلى انهيار اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة عام 1974.
ففي الثامن من ديسمبر، وهو اليوم الذي شهد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد إثر هجوم المعارضة، أعلنت إسرائيل رسميًا تخليها عن الهدنة.
وأعقب ذلك ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع وأصولًا عسكرية سورية، تلتها عملية عسكرية واسعة دفعت بقواتها إلى مسافة تُقدر بنحو 20 كيلومترًا فقط من العاصمة دمشق. هذا التطور الميداني اعتُبر من أكبر التحركات العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية منذ عقود.
دمشق تنتقد وتطالب باتفاق أمني
في المقابل، وجه الرئيس السوري أحمد الشرع انتقادات حادة لإسرائيل خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبرًا أن سياساتها تمثل تهديدًا مستمرًا لبلاده منذ سقوط النظام السابق.
وأكد أن هذه الممارسات تتعارض مع الموقف الدولي الداعم لوحدة سوريا واستقرارها، محذرًا من أن استمرارها قد يجر المنطقة إلى صراعات مفتوحة لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن دمشق تسعى إلى التوصل لاتفاقية أمنية مع إسرائيل تأخذ في الاعتبار المخاوف السورية المشروعة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن بلاده لن تتنازل عن أي جزء من أراضيها.
المشهد المتصاعد
بهذا المشهد المتصاعد، يبدو أن الجنوب السوري يتجه نحو مرحلة جديدة من التوترات بين إسرائيل وسوريا، وسط غياب واضح لتفاهمات دولية حاسمة، وتباين في المواقف بين الطرفين بشأن مستقبل الوجود العسكري ونزع السلاح في المنطقة الحدودية الحساسة.
0 تعليق