كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود اختلافات بيولوجية حقيقية بين الجنسين في وتيرة شيخوخة الدماغ، مشيرة إلى أن هذه الفروق قد تفسّر تباين التغيرات الإدراكية بين الرجال والنساء مع التقدم في العمر.
ورغم وضوح النتائج، دعا الباحثون إلى تفسيرها بحذر، مؤكدين أن العلاقة بين الجنس وبيولوجيا الشيخوخة تحتاج إلى مزيد من الأبحاث المتعمقة.
الحصين.. منطقة مقاومة للزمن لكن بتفاوت
أظهرت نتائج الدراسة أنه لا توجد فروقات كبيرة في التغيرات التي تصيب منطقة الحصين في الدماغ، وهي الجزء المسؤول عن الذاكرة والتعلّم، والمرتبط عادة بمرض الخرف.
إلا أن النساء أظهرن تراجعًا أسرع في هذه المنطقة في مراحل متقدمة من العمر، وهو ما يرجّحه العلماء إلى طول متوسط أعمار النساء، وليس إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف.
الباحثون: الانكماش الدماغي قد يحمل أسرار الأمراض العصبية
ويرى الباحثون أن تقلّص حجم الدماغ لا يعني بالضرورة ضعف القدرات الإدراكية، بل إن موقع الانكماش داخل الدماغ قد يحمل مؤشرات أدق حول تطور الأمراض العصبية مستقبلاً.
وأكدوا أن فهم العلاقة بين حجم الدماغ والأداء العقلي ما يزال في بداياته، مما يتطلب دراسات أوسع وأكثر تفصيلاً.
هرمونات الجنس ودورها في الشيخوخة العصبية
تطرّقت الدراسة أيضًا إلى دور الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين والتستوستيرون في التأثير على صحة الدماغ مع التقدم في السن. وأشارت النتائج إلى أن انخفاض هذه الهرمونات، خاصة لدى النساء بعد سن اليأس، قد يساهم في تسارع التغيرات العصبية الدقيقة المرتبطة بالذاكرة والانتباه.
ويعتقد الباحثون أن العلاج الهرموني المتوازن في بعض الحالات قد يساعد في إبطاء هذه التغيرات، شريطة أن يتم تحت إشراف طبي دقيق.
الشيخوخة الدماغية بين الوراثة ونمط الحياة
يرى الخبراء أن العوامل الوراثية ونمط الحياة يلعبان دورًا حاسمًا في تحديد سرعة شيخوخة الدماغ. فالنظام الغذائي المتوازن، والنشاط البدني المنتظم، والنوم الكافي، والتحفيز الذهني المستمر، جميعها تساعد على حماية الدماغ من التدهور الإدراكي المبكر.
ويؤكد الباحثون أن التقدم في العمر لا يعني بالضرورة فقدان القدرات العقلية، بل يمكن إبطاء آثار الشيخوخة عبر تبني أساليب حياة صحية ومدروسة.
0 تعليق