حرب النهضة الإسرائيلية.. هل تنبئ بضياع لبنان وسوريا؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منذ أكثر من عام روج نتنياهو بتغيير مسمي الحرب علي غزه من السيوف الحديديه اللي مسمي جديد وهو " حرب" هتكوما"  حينها ترجمت الكلمه بأنها حرب القيامه لكن منذ ايام روج مره اخري لتغيير المسمي بالمعني المقصود وهو حرب النهضه ودعا المجلس الوزاري للتصويت علي القرار خلال الأسبوع الجاري  

ويبرز هذا المسمي مغزي سياسي يحوي في باطنه الايدلوجيه العقائديه للكيان الصهيوني، فما هو النهوض الجديد لاسرائيل والذي يصور علي أنها بعثت من الموت لحياه جديده ؟

تتفق الصهيونيه علي أن المكاسب الحقيقيه التي تحققها اسرائيل في حربها مع العرب تكمن في الاستحواذ علي الأراضي العربيه الواقعه داخل حدود الوعد الالهي لاسرائيل الكبري كما يزعمون

وبما أن نتنياهو واليمين المتطرف المصاحب له يؤمنون بعقيده " اللاحل"  
أو "نظريه اللاحل" كما اسماها الكاتب أنطوان شلحت في كتابه اللاحل 
 لاحل مع العرب، لاحل مع الفلسطينيين..
إلا أنهم متشوقون لانتصار يشبه انتصار 67 يمكنهم من مزيد من الأراضي العربيه للتوسع في حدود الوعد المزعوم..

فما السر وراء المسمي الجديد والذي يعني أن اسرائيل نهضت بانتصار جديد للتوسع في حدود احلامهم الوهميه ؟؟

في عام 1919 ارسل المندوب البريطاني علي فلسطين  هربرت صموئيل مذكره لمؤتمر فرساي 
فحواها أن حدود الوطن القومي في وعد بلفور لابد أن يكون من "منابع المياه من سلسله جبال لبنان حتي جسر القرعون والبيره  حتي تتبع الخط الفاصل بين حوض وادي القرن ووادي التيم وصولا لجنوب المنحدرات الشرقيه والغربيه لجبل الشيخ "

وهذا يعني السيطره المطلقه علي منطقه  منابع المياه علي قمه جبل الشيخ والحرمون التي يجري منها الليطاني ونهر الاردن  

ولهذا عندما احتلت اسرائيل جنوب لبنان في عام 1978 قامت بتسميه العمليه " عمليه الليطاني" 
ثم في حرب لبنان 1982 اسمت العمليه " أمن الجليل " 
وعلي رغم أن المسمي الاول يبرز الوجه العقائدي والاوهام الدينيه لكن المسمي التاني يبرز الوجه السياسي والديني معا، فلم تكن الأطماع بمجرد السيطره علي منابع المياه والأنهار أو اعتبار أن نهر الليطاني في لبنان  هو جزء من تاريخ اليهود لكن الأمر تعدي سياسيا بالاستحواذ علي مياه الليطاني وضخها لمنطقه الجليل في فلسطين واقامه مشروعات زراعيه وصناعيه في النقب 
وكتابه شهاده وفاه للحياه في لبنان بسحب المياه منها

فما الذي أعادني للحديث عن الليطاني او أطماع الكيان في منابع المياه في الجنوب اللبناني ؟

عندما هدد المبعوث الأمريكي توم باراك لبنان في يوليو الماضي قائلا إن لبنان يواجه خطر وجودي إذا لم يتحرك لحل مشكله حزب الله ومحذرا لهم من خطر الوقوع في ايادي قوي اقليميه

لم يكن مجرد تهديد عابر لإجبار لبنان علي تجميد أو تسليم اسلحه الحزب لكن كان بمثابه تحضيرات تجري بين سوريا وإسرائيل وامريكا بفخ مزدوج

الاول فيما يخص الجنوب السوري لتنفيذ الخطوه الأولي من وهم اسرائيل الكبري وهو " ممر داوود" وقد وضحت النوايا في طلب الشرع من روسيا أن تنشر قوات عسكريه في القنيطره جنوبا  هدفها الباطني هو تأمين وضمان أمن المخطط باشراك روسيا كلاعب أساسي ينال جزء من المكاسب الاقتصاديه في احتياطي النفط علي طول الممر الرابط بين الجولان وصولا لكردستان العراق وايضا تركيا 
وعلي رغم أن تلك التفاهمات لم تتضح رؤيتها لكن المكالمه التي اجراها بوتين وترامب منذ يومين  والذي عرض عليها شراكه تجاريه في الشرق الأوسط، تجعلنا نفهم  جزء من التفاهمات والمصالح المشتركه سياسيا للقوي الدوليه

فما هو الجزء التاني من الفخ الذي ينفذه الشرع بالسمع والطاعه؟

منذ اشهر قليله ترددت أنباء من الصحافه الاسرائيليه أن تسويه تاريخيه ستتم بين الشرع واسرائيل علي تنازل اسرائيل عن جبل روس ومزارع شبعا لصالح سوريا مقابل التنازل عن هضبه الجولان لصالح اسرائيل

وهنا يبرز الجزء الثاني من الفخ والذي سيميت الحياه فعليا في لبنان 
بالامس قرر مجلس الأمن في بيان دعم سياده الجيش اللبناني علي اراضيه ودعم انتشار الجيش بصحبه قوات اليونيفيل في جنوب الليطاني حتي حدود الخط الازرق " خط انسحاب القوات الاسرائيليه من لبنان
عام 2000"   
ودعي لترسيم الحدود بين لبنان وسوريا 
وهنا المقصد الحقيقي والنوايا الاسرائيليه من الاتفاق المسرب بتسليم سوريا مزارع شبعا اللبنانيه

فترسيم الحدود بين سوريا ولبنان يعني أن الحدود اللبنانيه الحقيقيه طبقا لخرائط فرنسيه إبان حقبه الانتداب الفرنسي في العشرينات تثبت احقيه لبنان في مزارع شبعا حتي الخط الفاصل لسلسه جبال لبنان الشرقية مما يعني أن ترسيم الحدود في تلك المنطقه الحساسه التي تمتد من الجنوب اللبناني بحوض ضخم من الينابيع والأنهار امتداد من جبل الشيخ 
سيشرك لبنان في اداره الموارد المائيه وحفظ حقوقها المائيه

والترسيم العكسي الذي يدخل مزارع شبعا ضمن حدود سوريا سيفقد لبنان حقوقها المائيه وعلي رأسها الحلم الاسرائيلي الأكبر وهو جنوب الليطاني 
الذي تطالب اسرائيل حزب الله بالانسحاب منه للشمال

ومما يعني أيضا أن ترسيم تلك الحدود لصالح سوريا لن يسمح لقوات اليونيفيل المعنيه بمراقبه الانسحاب الإسرائيلي علي حدود الخط الازرق وفك الاشتباك بينها وبين حزب الله وحفظ السلام 
أن تتواجد في هذا النطاق الذي أصبح في حدود سوريا
مما يعني أن القوات  الدوليه المسموح لها بالمراقبة للحدود الإسرائيلية السوريه 
هي قوات "الاوندوف "المنشئه بقرار من الأمم المتحدة في أعقاب اتفاقيه فض الاشتباك عام 74 بين إسرائيل وسوريا ومهمتها تقتصر علي المراقبه فقط بين السوريين والاسرائيلين

وبما أن اسرائيل انسحبت من اتفاقيه فض الاشتباك فهذا يعني أن قوات الاوندوف المعنيه بالمراقبه انتهي صلاحيه مهامها أو قيدت وأصبح وجودها رمزي وغير معني باي انتهاكات ستفعلها اسرائيل

ومن خلال ذلك تتمكن اسرائيل من اقامه مصيده لعناصر حزب الله واسلحته في جنوب الليطاني 
مما يتيح لها بانتهاك الجنوب اللبناني  بالتوافق مع الشرع و
اقامه السدود والانفاق المائيه لايصالها للجليل ومنها للنقب كما خططوا عبر التاريخ لهذه المشروعات والتي باطنها ديني أكثر منه اقتصادي

وهذا يعني موت حتمي للحياه في لبنان مع استحاله اي جهود للاعمار والتنميه ويرجعنا لتهديد باراك بالخطر الوجودي الذي تواجهه لبنان

وبرغم من أن الرئيس الفرنسي ماكرون زود لبنان بخرائط تاريخيه ووثائق سريه  للحدود بينها وبين سوريا تعود لعشرينات القرن الماضي إبان الانتداب الفرنسي علي حسب تصريح وزير الخارجيه اللبناني 
إلا أن مايبرز من تحركات وتفاهمات بين الشرع وامريكا واسرائيل ومؤخرا روسيا ينبئ بأن الفخ المزوج يضع 
الجنوب السوري والجنوب اللبناني 
في خريطه التوسع الاسرائيليه بمكسب يشبه حرب السته ايام في عقيدتهم الوهميه

ويصب في صالح المكاسب الامريكيه في حربها  الرماديه ضد الصين 
والتي بدأت رمزيا بتفجير مرفأ بيروت كااحد اهم المؤاني واقدمها  في طريق الحرير القديم 
مرورا بسقوط نظام الأسد والانقضاض علي الجولان تمهيدا لبدء ممر داوود كجزء من احباط مبادره الحزام والطريق الصينيه 
ومرورا أيضا بالحرب علي إيران الحليف الاقوي للصين  وإضعاف محورها وعلي راسهم حزب الله 
الذي كان حسن نصر الله يستدعي الصين علنا أن تستثمر في تنميه لبنان وان تكون حليف استراتيجي لها  

وها نحن اليوم ننتظر هذا الترسيم هل  سيضع مصير لبنان في قبضه اسرائيل بمشاركه الشرع ام يمكن أن تحشد لبنان المجتمع لدعمها عبر الخرائط والوثائق التي زودها بها ماكرون

فهل فهمنا لماذا يغير نتيناهو مسمي الحرب لحرب النهضه 
فلقد نهض الكيان ليسرق مزيد من الأراضي العربيه ويحقق اوهامه الدينيه 
بعدما اجبرته مصر علي خساره ماحاول سلبه من ارضيها ليعود الان بعد نص قرن من سبات عميق وينهض لينقض علي سوريا ولبنان

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق