الذهب يواصل الصعود لمستويات قياسية مدعوماً بمخاوف الائتمان بالولايات المتحدة وتوقعات الفائدة

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً تاريخياً هذا الأسبوع، مدفوعةً بمخاوف متزايدة بشأن جودة الائتمان في الاقتصاد الأمريكي، وتزايد الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي سيتجه إلى مزيد من التيسير النقدي خلال الفترة المقبلة بحسب بلومبرج.

وصعد سعر الذهب  بأكثر من 7% منذ بداية الأسبوع، ليصل إلى ذروة تجاوزت 4,300 دولار للأونصة يوم الخميس، في أعلى مستوى له على الإطلاق، بينما واصلت الفضة موجة الصعود لتسجل أكثر من 54 دولاراً للأونصة.

أسباب الارتفاع الحاد في أسعار الذهب

تسببت أزمات الائتمان التي طالت مصرفين إقليميين أمريكيين، إثر الكشف عن قروض مشبوهة بادعاءات احتيال، في إثارة قلق المستثمرين بشأن متانة النظام المالي. هذه التطورات دفعت المتعاملين إلى التحوّل نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب والفضة.

كما تدعمت الأسعار بتوقعات السوق بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيقدم على خفض جديد في أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال هذا الشهر، وفق تصريحات جيروم باول رئيس البنك المركزي.

إغلاق الحكومة الأمريكية وتأثيره على السوق

أدى استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية إلى تأخير صدور بيانات اقتصادية مهمة، ما زاد من حالة الغموض في الأسواق. ويتوقع المحللون أن أي حل للأزمة سيكشف عن تباطؤ اقتصادي محتمل، قد يعزز فرص مزيد من التخفيضات في الفائدة، وهو ما يمثل دعماً إضافياً للذهب باعتباره أصلاً لا يدرّ فائدة.

الطلب العالمي على الذهب والدعم الجيوسياسي

ارتفع الذهب بأكثر من 60% منذ بداية العام، بفضل عمليات شراء قياسية من البنوك المركزية، وتزايد تدفقات صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs)، وارتفاع الطلب على أصول الملاذ الآمن وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتنامي مستويات الدين العام والعجز المالي.

وقال مايكل ويدمر، رئيس أبحاث المعادن في "بنك أوف أمريكا"، إن «عوامل الصعود ما زالت قائمة»، لكنه حذر من أن التدفقات الضخمة في صناديق المؤشرات — التي ارتفعت بنسبة 880% على أساس سنوي — قد تكون غير مستدامة على المدى الطويل.

نقص السيولة يشعل سوق الفضة

في المقابل، تعاني سوق الفضة من نقص حاد في السيولة بلندن، ما أدى إلى سباق عالمي على المعدن، ودفع الأسعار الفورية لتتجاوز العقود الآجلة في نيويورك.
وسُحب أكثر من 15 مليون أونصة من مستودعات بورصة كومكس خلال أسبوع واحد لتغطية الطلب الأوروبي، بينما ساهمت صناديق المؤشرات المتداولة في استنزاف إضافي للمخزونات.

وذكرت نور العلي من "ماكرو ماركتس آند سكووك" أن وتيرة تدفقات الاستثمار بدأت تتباطأ، لكنها أوضحت أن الذهب ما زال يجذب رؤوس أموال أكثر استقراراً مقارنة بالفضة.

وبحلول الساعة 4:27 مساءً بتوقيت نيويورك، ارتفع الذهب الفوري بنسبة 2.6% ليصل إلى 4,316.17 دولاراً للأونصة، في حين سجلت الفضة والبلاتين والبلاديوم مكاسب جماعية، وتراجع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.3% لليوم الثالث على التوالي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق