واصلت أسعار الذهب في مصر، اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025، صعودها المستمر منذ منتصف الأسبوع، لتسجل مستويات مرتفعة جديدة في السوق المحلي، مدفوعة بارتفاع الأسعار العالمية للأوقية وتراجع الجنيه المصري أمام الدولار.
وسادت حالة من الاستقرار الحذر في التعاملات المسائية، بعد موجة من الزيادات المتتالية التي شهدها المعدن النفيس خلال اليومين الماضيين.
أسعار الذهب اليوم في الصاغة المصرية
سجل عيار 21 – الأكثر تداولًا بين المصريين – 5770 جنيهًا للجرام في تعاملات اليوم، فيما بلغ عيار 24 نحو 6594 جنيهًا، وعيار 18 حوالي 4945 جنيهًا.
كما ارتفع سعر الجنيه الذهب إلى 46160 جنيهًا دون مصنعية أو دمغة.
وتتراوح المصنعية المضافة على الجرام الواحد بين 150 و300 جنيه حسب نوع المشغولات ومكان البيع، وفق تصريحات لشعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية.
توازن هش بعد صعود متتالي
شهد السوق المصري أمس الخميس قفزة تجاوزت 125 جنيهًا للجرام في عيار 21، وهي واحدة من أكبر الزيادات اليومية منذ بداية أكتوبر.
ورغم استقرار الأسعار نسبيًا اليوم، يرى تجار الصاغة أن الاتجاه العام ما زال صاعدًا، خاصة مع استمرار تراجع الجنيه المصري في السوقين الرسمي والموازي، إلى جانب زيادة الطلب المحلي على السبائك والجنيهات الذهبية.
وأكد الخبراء إن "حالة الإقبال على الشراء ما زالت مرتفعة رغم ارتفاع الأسعار، لأن المواطنين يرون في الذهب وسيلة آمنة للحفاظ على أموالهم، خصوصًا بعد تقلب سعر الدولار."
الأسباب العالمية وراء موجة الارتفاع
يرى خبراء الاقتصاد أن الارتفاع الحالي يرتبط بشكل مباشر بتطورات الأسواق العالمية، حيث ارتفع سعر الأوقية في بورصة لندن إلى نحو 4295 دولارًا، وهو أعلى مستوى لها منذ سبعة أشهر.
اضافة إلى أن “الذهب العالمي يتحرك في اتجاه صاعد بسبب مخاوف الأسواق من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، وتزايد التوترات في الشرق الأوسط، وتوقعات بخفض أسعار الفائدة خلال الربع الأول من 2026”.
وأضاف أن هذه العوامل تدفع المستثمرين إلى تحويل أموالهم نحو الأصول الآمنة مثل الذهب، وهو ما ينعكس على الأسعار محليًا فورًا مع كل تحرك عالمي.
العوامل المحلية تزيد من الزخم
محليًا، ساهم تراجع الجنيه المصري أمام الدولار في زيادة الأسعار، إذ يعتمد تسعير الذهب داخل مصر على السعر العالمي للأوقية مضروبًا في سعر الدولار المحلي.
كما ساهمت زيادة الطلب من الأفراد خلال الأسبوعين الأخيرين في رفع الأسعار، وسط اتجاه الأسر المصرية إلى شراء السبائك الصغيرة والجنيهات كبديل للادخار البنكي.
وأكد أحمد سليمان، عضو شعبة الذهب بالغرف التجارية، أن السوق المحلي "يشهد ضغوط طلب قوية من المواطنين والمستثمرين، في وقت تقل فيه الكميات المعروضة من المصانع والمستوردين بسبب ارتفاع تكلفة الاستيراد."
توقعات الفترة المقبلة
يتوقع المحللون استمرار أسعار الذهب عند مستويات مرتفعة خلال النصف الثاني من أكتوبر، ما لم يشهد السوق العالمي تصحيحًا حادًا.
وفي حال استقرار الدولار الأمريكي أو صدور بيانات اقتصادية إيجابية في الولايات المتحدة، قد تشهد الأسعار العالمية تراجعًا طفيفًا، ينعكس محليًا في صورة انخفاض محدود خلال الأسبوع المقبل.
أما إذا استمر الضغط على الجنيه المصري، فقد يتجاوز عيار 21 مستوى 5800 جنيه قبل نهاية الشهر، بحسب تقديرات بعض الخبراء المحليين.
نصائح الخبراء للمستهلكين
ينصح خبراء الاقتصاد الراغبين في الشراء بغرض الادخار بعدم التسرع في اقتناء كميات كبيرة في ذروة الارتفاع، والاكتفاء بالشراء التدريجي.
كما يُفضل البيع لمن اشتروا بأسعار أقل خلال الأسابيع الماضية إذا تجاوز الذهب مستويات 5800 جنيه لعيار 21.
ويؤكد الخبراء ضرورة التأكد من الفاتورة الرسمية والدمغة المعتمدة عند الشراء لتجنب التلاعب، خاصة في ظل تزايد عمليات البيع غير الرسمية عبر وسائل التواصل.
الذهب مرآة الاقتصاد المصري
تُظهر تحركات الذهب الأخيرة أن المعدن الأصفر أصبح مرآة لحالة الاقتصاد المصري، يعكس تقلبات العملة والتضخم والسيولة النقدية في السوق.
وفي ظل الغموض الذي يلف المشهدين العالمي والمحلي، يظل الذهب بالنسبة للمصريين أكثر من مجرد حُلي، بل صمام أمان اقتصادي يحاولون عبره مقاومة تآكل القوة الشرائية للجنيه.
0 تعليق