اتهمت حركة حماس حكومة بنيامين نتنياهو بالمسؤولية الكاملة عن تأخر تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين، معتبرة أن الاحتلال يتعمد عرقلة تنفيذ الاتفاق من خلال منعه إدخال المعدات اللازمة لعمليات البحث والانتشال من تحت الأنقاض.
وأوضحت الحركة في بيان رسمي أن العديد من الجثامين مدفونة داخل أنفاق دمّرها الجيش الإسرائيلي خلال عملياته العسكرية الأخيرة في قطاع غزة، بينما توجد جثامين أخرى تحت أنقاض الأبنية المدمّرة، وهو ما يتطلب معدات هندسية ثقيلة غير متاحة حاليًا بسبب الحصار المفروض على القطاع.
صعوبات ميدانية ولوجستية
أشارت حماس إلى أن الظروف الميدانية في المناطق المستهدفة تجعل من عملية استخراج الجثامين مهمة معقدة للغاية، خاصة في ظل الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية وشبكات الأنفاق.
وأكدت أن الحركة تبذل جهودًا فنية وإنسانية لإتمام عملية التسليم، لكنها بحاجة إلى “تعاون ميداني وتسهيلات فنية من الجانب الإسرائيلي” لضمان سلامة فرق الإنقاذ والتمكن من الوصول إلى مواقع الدفن.
التزام حماس ببنود الاتفاق
رغم الصعوبات، أكدت حماس التزامها الكامل بتنفيذ بنود اتفاق تبادل الجثامين “ما توفرت الظروف التقنية واللوجستية لذلك”، مشيرة إلى أن العملية لا تزال قيد المتابعة من خلال قنوات ميدانية وإنسانية.
وشددت الحركة على أن أي تأخير “لا يعكس نية بالمماطلة”، بل هو نتيجة مباشرة “لسياسات الاحتلال التي عطلت إدخال الآليات والمعدات الثقيلة الضرورية لرفع الأنقاض”.
غضب داخل الحكومة الإسرائيلية
في المقابل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن أجواء من الغضب تسود داخل حكومة نتنياهو بسبب بطء تنفيذ عملية إعادة الجثامين، وسط ضغوط من عائلات الأسرى والقتلى للمضي بسرعة في تنفيذ الاتفاق.
وأفادت تقارير عبرية بأن بعض الوزراء حملوا الأجهزة الأمنية مسؤولية “الفشل في التقدير اللوجستي”، فيما حمّل آخرون حركة حماس المسؤولية عن “التسويف في تسليم الجثامين”.
اتصالات دولية لمنع انهيار الاتفاق
وبحسب مصادر دبلوماسية، تجري أطراف دولية، بينها قطر ومصر، اتصالات مكثفة لضمان استمرار التفاهمات بين الجانبين ومنع انهيار اتفاق تبادل الجثامين.
وتسعى هذه الأطراف إلى توفير ممرات إنسانية آمنة لإدخال المعدات اللازمة، إلى جانب مراقبة عملية الانتشال، بما يضمن تنفيذ الاتفاق وفقًا للمعايير الإنسانية والقانونية المتفق عليها.
مشهد إنساني معقد في غزة
يأتي هذا التطور في وقت يعيش فيه قطاع غزة أوضاعًا إنسانية بالغة الصعوبة، وسط استمرار الحصار ونقص حاد في الوقود والمعدات الطبية ومواد البناء.
ويؤكد مراقبون أن قضية الجثامين تعكس جانبًا من التعقيدات الميدانية والسياسية التي تحيط بملف تبادل الأسرى والجثامين بين حماس وإسرائيل، والذي يُعد من أكثر الملفات حساسية في الصراع القائم.
0 تعليق