يصادف السادس عشر من أكتوبر من كل عام الاحتفال باليوم العالمي للعمود الفقري، وهو يوم مخصص لتعزيز الوعي بأهمية صحة العمود الفقري والوقاية من مشكلاته التي تُعتبر من أبرز الأسباب المؤدية للإعاقة والغياب عن العمل على مستوى العالم.
هذا الحدث الذي تنظمه منظمة الاتحاد العالمي لتقويم العمود الفقري منذ عام 2012، يسلط الضوء سنويًا على أهمية التشخيص المبكر والوقاية والعلاج الصحيح للحفاظ على صحة العمود الفقري.
العمود الفقري هو الدعامة الأساسية لجسم الإنسان، حيث يتكون من 33 فقرة تحمي الحبل الشوكي وتسمح بالحركة والانحناء بطريقة متوازنة، ومع تسارع وتيرة الحياة الحديثة واعتمادنا الكبير على الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات سواء الحواسيب أو الهواتف الذكية، زادت حالات آلام الظهر والرقبة بشكل ملحوظ، وحتى الشباب باتوا يعانون من هذه المشاكل الصحية التي كانت في السابق تقتصر على كبار السن.
تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 80% من الأشخاص يعانون من آلام في الظهر على الأقل مرة واحدة في حياتهم، مما يجعل مشكلات العمود الفقري من الأسباب الرئيسية للإجازات المرضية، لا سيما بين العاملين في المكاتب، وسائقي المركبات، والأشخاص الذين يقومون بأعمال يدوية شاقة. هذه الأرقام تعكس حاجة ملحة إلى اتخاذ إجراءات وقائية فعالة.
تبدأ الوقاية بتبني عادات صحية صحيحة مثل الجلوس بوضعيات سليمة والنوم بشكل يدعم الظهر، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتقوية عضلات الظهر والبطن، كما يجب تجنب حمل الأوزان الثقيلة بطريقة خاطئة والحرص على الحركة المستمرة وعدم الجلوس لفترات طويلة دون تغيير وضعية أو تحريك الجسم، مع أخذ فترات راحة قصيرة للتمدد أو المشي كل ساعة.
تترافق فعاليات هذا اليوم مع حملات توعوية تُقام في المدارس والجامعات وأماكن العمل، حيث تُنظم ورش عمل لتعليم الوضعيات الصحيحة أثناء الدراسة واستخدام الأجهزة الإلكترونية، كما تركز بيئات العمل على تصميم أماكن مريحة تقلل من الإجهاد العضلي.
يحمل اليوم العالمي للعمود الفقري 2025 شعار «استثمر في عمودك الفقري»، مشددًا على أن صحة العمود الفقري ترتبط ارتباطًا وثيقًا بنوعية الحياة والقدرة على النشاط اليومي، فالاهتمام بالعمود الفقري ليس ترفًا بل ضرورة للحفاظ على الحركة والاستقلالية عبر مراحل العمر المختلفة، ويذكرنا هذا اليوم بأهمية بدء العناية بالجسم من العمود الفقري، كونه الأساس لتوازن الإنسان وصحته العامة، خصوصًا في ظل ازدياد نمط الحياة الخامل، مما يجعل الوعي والوقاية أكثر أهمية من أي وقت مضى.
0 تعليق