قال الإعلامي السوداني عماد السنوسي إن توقيت لقاء الفريق أول عبد الفتاح البرهان والرئيس عبد الفتاح السيسي يتزامن مع تحولات إقليمية ودولية حساسة، مؤكدًا أن القاهرة تسعى لتثبيت موقعها كلاعب محوري في هندسة الحلول، لا سيما ضمن الآلية الرباعية التي تضم السعودية والإمارات والولايات المتحدة.
جهود مصرية حثيثة لوقف اطلاق النار في السودان
وأوضح السنوسي في تصريح لـ«الدستور»، أن اللقاء يأتي في ظل جهود مصرية حثيثة لإعادة تنشيط ملف المفاوضات بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع بعد فترة طويلة من الجمود، وربما لطرح صيغة جديدة تضمن وقف إطلاق النار وتدابير بناء الثقة بين الطرفين.
وأضاف أن من بين الملفات المطروحة أيضًا مناقشة العرض الدولي الذي يندرج تحت اسم «الرباعية»، والذي قد يتضمن حوافز اقتصادية أو ضمانات سياسية مقابل إنهاء الحرب المستمرة في السودان.
ملف سد النهضة والامن المائي
وأشار إلى أن ملف سد النهضة والأمن المائي سيكون حاضرًا بقوة في المباحثات، خاصة أنه يمثل قضية حيوية بالنسبة لمصر التي تسعى إلى تنسيق واضح في المواقف مع السودان، في ظل المتغيرات التي تشهدها القيادة السياسية في الخرطوم.
كما نوه إلى أن الحدود المشتركة والأمن الإقليمي يشكلان بدورهما محورًا مهمًا في النقاش، لاسيما مع تصاعد التهديدات العابرة للحدود من الجماعات المسلحة وتزايد تدفقات اللاجئين.
وأكد السنوسي أن زيارة البرهان إلى القاهرة تعد استثنائية في هذا التوقيت، خصوصًا مع إحراز الجيش السوداني تقدمًا ميدانيًا ملحوظًا في عدد من المواقع الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك أدوات ضغط إقليمية وعلاقات متوازنة مع أطراف دولية مؤثرة، وهو ما يجعلها مؤهلة للعب دور الوسيط المقبول لدى الجميع.
وختم السنوسي تصريحه بالقول إن السودان يقف اليوم على مفترق طرق حاسم، فإما أن ينزلق نحو التفكك الشامل، أو يدخل في مرحلة انتقالية جديدة تتطلب دعمًا إقليميًا ودوليًا متماسكًا لإرساء الاستقرار وتهيئة الأجواء للحل السياسي الشامل.
0 تعليق