تتحرك الهند بخطى متسارعة نحو التوصل إلى اتفاق تجاري شامل مع الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأسابيع المقبلة، في وقت لا تزال فيه مشترياتها من النفط الروسي تمثل نقطة خلاف رئيسية بين الجانبين، بحسب مصادر مطلعة على سير المفاوضات لـ «بلومبرج».
وأكدت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها نظراً لحساسية الملف، أن نيودلهي تعمل على صياغة مقترح توافقي يمكن أن يحظى بقبول الطرفين لمعالجة هذه القضية، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأضافت أن معظم الملفات التجارية الأخرى تم تسويتها بالفعل، فيما يزور وفد هندي واشنطن هذا الأسبوع للمضي قدماً في المحادثات، رغم استمرار الإغلاق الحكومي هناك.
تفاؤل حذر في نيودلهي
يبدي المسؤولون الهنود تفاؤلاً حذراً حيال مسار المفاوضات، مؤكدين أن الحفاظ على الوتيرة الحالية من الحوار قد يسمح بإبرام الاتفاق بحلول نوفمبر المقبل. وكان البلدان قد اتفقا في وقت سابق على استكمال المباحثات والتوصل إلى اتفاق ثنائي قبل حلول فصل الخريف.
وتأتي هذه التطورات بعد فترة من الجمود في العلاقات التجارية، إذ توقفت المحادثات عندما قررت واشنطن مضاعفة الرسوم الجمركية على السلع الهندية إلى نحو 50% كإجراء عقابي ضد استمرار الهند في شراء الطاقة الروسية. غير أن الأجواء توترت أقل بعد أن أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بمناسبة عيد ميلاده الشهر الماضي، وهو ما ساهم في كسر الجمود وإعادة التواصل بين الطرفين.
إشادة أمريكية بالهند ومودي
وفي تصريحات أدلى بها من مصر يوم الاثنين، وصف الرئيس الأمريكي ترمب نظيره الهندي ناريندرا مودي بأنه "صديق جيد جداً"، مشيداً بالهند وواصفاً إياها بأنها "دولة عظيمة". كما أشار مسؤولون أمريكيون خلال الأسابيع الأخيرة إلى مناخ إيجابي متزايد في العلاقات بين البلدين، مؤكدين أن المرحلة الحالية تمهد لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين واشنطن ونيودلهي.
صمت رسمي من نيودلهي
ولم تصدر وزارة التجارة والصناعة الهندية حتى الآن أي تعليق رسمي بشأن ما وصلت إليه المحادثات أو تفاصيل المقترحات المتداولة، في حين يتوقع مراقبون أن تُعلن الهند والولايات المتحدة عن تقدم ملموس في المفاوضات خلال الأسابيع المقبلة، إذا ما تم تجاوز العقبة الروسية بنجاح.
0 تعليق